قصة قصيدة لعن الإله من اليهود عصابة
أمّا عن مناسبة قصيدة “لعن الإله من اليهود عصابة” فيروى بأنّه في يوم من الأيام قام الأخطل بهجاء رجل من أهل الأنصار، حيث قال له:
لَعَنَ الإِلَهُ مِنَ اليَهودِ عِصابَةً
بِالجِزعَ بَينَ جُلَيجِلٍ وَصِرارِ
قَومٌ إِذا هَدَرَ العَصيرُ رَأَيتَهُم
حُمراً عُيونُهُمُ مِنَ المُسطارِ
ذَهَبَت قُرَيشٌ بِالمَكارِمِ وَالعُلى
وَاللُؤمُ تَحتَ عَمائِمِ الأَنصارِ
فَذَروا المَكارِمَ لَستُمُ مِن أَهلِها
وَخُذوا مَساحِيَكُم بَني النَجّارِ
إِنَّ الفَوارِسَ يَعرِفونَ ظُهورَكُم
أَولادَ كُلِّ مُفَسَّحٍ أَكّارِ
وَإِذا نَسَبتَ اِبنَ الفُرَيعَةِ خِلتَهُ
كَالجَحشِ بَينَ حِمارَةٍ وَحِمارِ
فغضب منه جميع أهل النصار، وتوجه بعض منهم إلى الخليفة الأموي وقتها يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، واستأذنوا للدخول إليه، فأذن له، ودخلوا عليه، ووقفوا بين يديه، فقال لهم: من أين أنتم؟، وما أمركم؟ فقال له أحدهم: نحن من الأنصار، وقد قام الشاعر الأخطل بهجائنا، فقال لهم: وماذا قال فيكم؟، فأنشدوه ما أنشد فيهم، فوعدهم الخليفة بأنه سوف يقوم بمعاقبته، فغادروا فرحين من عنده، وتوجهوا عائدين إلى المدينة المنورة.
فأمر الخليفة بأن يحضروا له الأخطل، وعندما حضر ووقف بين يديه، وبدل أن يعاقبه، أجلسه عنده وأخذ يستمع لشعره، ومن بعدها قربه منه، وقام بإكرامه، وأصبح الأخطل جليسًا للخليفة، ونديمًا له في جلسات شرب الخمر، وأصبح الأخطل واحدًا من أهم شعراء الدولة الأموية، وكان ممن أغدقوا بالهدايا من الخليفة يزيد بن معاوية، ومن الخلفاء الذين أتوا من بعده.
نبذة عن الشاعر الأخطل
هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو بن سيجان بن عمرو بن فدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر، من قبيلة تغلب، وقد كان مسيحي الديانة، من شعراء الدولة الأموية، ويعتبر واحدًا من أهم ثلاثة شعراء في زمانه، هو والفرزدق والجرير.
ولد في الكوفة في العراق في عام ستمائة وأربعون ميلادية، ومن ثم انتقل إلى دمشق، ونشأ فيها، واتصل بخلفاء بني أمية، وتهاجى مع جرير والفرزدق.
في عصر الخليفة عبد الملك بن مروان، كان الأخطل شاعر البلاط، وكان يدافع عن الدولة الأموية، ويهجو أعدائها.
توفي في عام سبعمائة وعشرة ميلادية.