قصة قصيدة لقد جد في سلمى الشكاة وللذي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لقد جد في سلمى الشكاة وللذي

أمّا عن مناسبة قصيدة “لقد جد في سلمى الشكاة وللذي” فيروى بأنه في يوم من الأيام رأى أبو الأسود الدؤلي امرأة من بني حنيفة، فأعجب بجمالها، وقرر أن يتزوجها، فذهب إلى بيتها، وطلبها من أبيها للزواج، وبعد أن وافق أبوها على أن يزوجها منه، خطبها، وفي يوم من الأيام أراد أن يتحدث إليها، فذهب إلى بيتها، وجلس معها، وأخذ يتحدث إليها، وعندما انتهى وخرج من منزلها، رآه ابن عم لها، وكان ابن عمها قد طلبها للزواج من قبله، فقال له ابن عمها: ماذا تفعل هنا؟، فأخبره أبو الأسود بأنه قد خطب ابنة عمه، فأمره ابن عمها بأن لا يتعرض لها، ووضع على باب بيتها رجالًا يمنعون أبا الأسود من الدخول إليها، لكن أبو الأسود لم ينتهي عنها، وبقي يتردد على بيتها رغمًا عن ابن عمها.

فقام ابن عمها بدس رجل من رجاله، وجعله يلحق بأبي الأسود، ويوبخه في كل مجلس يجلس فيه، وفي يوم أتاه وهو في مجلس مع أهل قومه، وقال له: يا أبا الأسود، إنك رجل من أشراف قومك، ولك سن وخطر وعرض، ولا أرضى لك أن تدخل على فلانة، وهي ليست زوجتك، ولا قرابة بينك وبينها، فإن أهلها قد أنكروا ما تفعل، فإما أن تتزوج منها، أو تعرض عنها، فأنشد أبو الأسود الدؤلي قائلًا:

لَقَد جَدَّ في سَلمى الشَكاةُ وَلَلَّذي
يَقولونَ لَو يَبدو لَكَ الرُشدُ أَرشَدُ

يَقولونَ لا تمذَل بِعِرضِكَ واِصطَنِع
مَعادَك أَنَّ اليَومَ يَتبَعُهُ غَدُ

وَإِيّاكَ والقَومَ الغِضابَ فَإِنَّهُم
بِكُلِّ طَريقٍ حَولَهُم يُتَرَصَّدُ

تُلامُ وَتُلحى كُلَّ يَومٍ وَلا تُرى
عَلى اللَومِ إِلّا حَولَها تَتَرَدَّدُ

أَقادَتكَها العَينُ اللَجوجُ وَقَد تُري
لَكَ العَينُ ما لا تَستَطيعُ لَكَ اليَدُ

وأنشد أيضًا قائلًا:

دعُوا آلَ سلمى ظِنّتي وتعنُّتي
وما زَلّ مني إنّ ما فات فائتُ

ولا تهلِكوني بالملامةِ إنما
نطقتُ قليلا ثم إني لساكتُ

سأسكت حتى تحسِبوني أنني
من الجهد في مَرْضاتكم متماوِتُ

ألم يكفِكم أنْ قد منعتم بيوتَكم
كما منع الغِيلَ الأسودُ النواهِتُ

تصِيبون عِرضي كل يوم كما علا
نشيطٌ بفأسٍ معدِنَ البُرْم ناحِتُ

نبذة عن أبي الأسود الدؤلي

هو  ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، من أسياد التابعين، وهو فقيه ومحدث وشاعر، ولد في عام ستة عشر قبل الهجرة في الحجاز في شبه الجزيرة العربية.

هو أول من شكل أحرف المصحف بأمر من علي بن أبي طالب.

قام علي بن أبي طالب بجعله واليًا على البصرة في العراق.

توفي أبو الأسود الدؤلي في عام تسعة وستون للهجرة في البصرة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: