قصة قصيدة لك يا منازل في القلوب منازل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لك يا منازل في القلوب منازل:

أمّا عن قصة قصيدة “لك يا منازل في القلوب منازل” فيروى بأن أبو العلاء المعري كان شديد الإعجاب بأبي الطيب المتنبي، وقد قام بشرح ديوانه وسماه معجز أحمد، ممّا أدّى إلى إزعاج الكثير من الفقهاء الذين اعتبروا عنونته لكتابه بمعجز أحمد تشبيهًا منه شعر المتنبي بالقرآن الكريم، وكون القرآن الكريم هو معجزة الرسول صل الله عليه وسلم.

وفي يوم من الأيام سافر أبو العلاء المعري إلى العراق، وتوجه إلى بغداد وأقام فيها لمدّة، وأثناء إقامته هنالك، توجه في يوم إلى أحد مجالس الشريف الرضي، وجلس هنالك، وبينما هو جالس، سمع حديثًا بين جماعة كانوا جالسين بالقرب منه، وكانوا يتحدثون عن أبي الطيب المتنبي، واشترك الرشيف الرضي في الحديث، وتحامل على المتنبي، وكان معتادًا على ذلك، واتهمه وقتها بأنّه يقوم بسرقة شعره، وفضل عليه شعراء آخرين، وعندما سمع أبو العلاء المعري ذلك لم تحمله، وما كان منه إلا أن قال: والله لو لم يكن له إلا قصيدته التي قال فيها:

لك يا منازلُ في القلوب منازلُ
أقفرت أنت وهن منك أواهلُ

ثم أكمل قائلًا: لاكتفى بها عن بقية ما قال من شعر، فصاح به الشريف الرضي، قائلًا: ويحك، ما الذي تقوله، ثم قال للحاضرين: أخرجوا هذا الكلب من هنا، فقام الرجال وجروه من رجليه، وألقوا به خارج المجلس، وبعد أن أخرجوه التفت الشريف إلى الجالسين، وقال لهم: أتعرفون لماذا ذكر هذا الرجل هذه القصيدة دون سواها، على الرغم من أن للمتنبي قصائد كثيرة خير منها؟، فقالوا له: لا والله، لماذا؟، فقال لهم: لأن تحتوي على هذا البيت:

إذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كاملُ

نبذة عن أبي الطيب المتنبي:

هو أحمد بن الحسين الجعفي، ولد في الكوفة سنة  تسعمائة وخمسة عشر ميلادي، يعد من أبرز شعراء العصر العباسي، أشتهر بالذكاء والفصاحة والشجاعة، له أغراض شعرية عديدة ومنها: المدح، الهجاء، الرثاء، الفخر.

توفي المتنبي في بغداد سنة تسعمائة وخمسة وستون للميلاد، وقد قتل بسبب بيت هجا فيه ضبة الأسدي إذ يقول فيه:

ما أنصف القوم ضبة
وأمه الطرطبة

وإنما قلت ما قلت
رحمة لا محبه


شارك المقالة: