نبذة عن الفقيه عبد العزيز بن الماجشون:
هو أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وهو أحد فقهاء المدينة المنورة، وقد كان راويًا للحديث، وهو من الذين يؤخذ عنهم الحديث عند أهل السنة والجماعة، نشأ في المدينة المنورة، ودرس فيها أصول الفقه، وأصبح أحد الفقهاء فيها، من ثم انتقل إلى بغداد، وسكن فيها وكان يحدث هنالك، وبقي فيها حتى توفي في عام مائة وأربعة وستون للهجرة، وعند وفاته صلى عليه المهدي، وأمر أن يدفن في مقابر قريش.
كان عبد العزيز بن أبي سلمة إمامًا ومفتيًا وصاحب سنة، وأهل العراق حدثوا عنه أكثر من أهل المدينة المنورة، كونه قضى هنالك فترة أطول كمحدث من المدينة.
قصة قصيدة لله باك على أحبابه جزعا:
أما عن مناسبة قصيدة “لله باك على أحبابه جزعا”، فيروى بأن عبد العزيز بن الماجشون الملقب بالأقرع بن معاذ كان واحدًا من فقهاء المدينة المنورة، وكان له أصدقاء فقهاء، وكان يقضي معظم وقته مع أصدقائه، فقد كان يزورهم بشكل يومي، وهم أيضًا يزورونه، وكانت علاقة الصداقة فيما بينهم قوية جدًا، ولكنه في يوم من الأيام اضطر إلى مغادرة المدينة المنورة وتوجه إلى بغداد، وسكن فيها.
وفي يوم قرر أبو عبد الله محمد بن عبد الله المهدي زيارته في بيته، فزاره ودخل إليه، وجلس معه، وبينما هما جالسان يتحدثان، سأله المهدي قائلًا: ما الذي تقوله في أصدقائك الذين فارقتهم في المدينة المنورة، فرد عليه عبد العزيز والحزن يعتصره على فراقهم، قائلًا:
لله باك على أحبابه جزعاً
قد كنت أحذر من ذا قبل أن يقعا
إن الزمان إلف السرور لنا
فدب بالبين فيما بيننا وسعى
ما كان والله شؤم الدهر يتركني
حتى يجرعني من بعدهم جرعا
فليصنع الدهر بي ما شاء مجتهداً
فلا زيادة شيء فوق ما صنعا
وعندما سمع أبو عبد الله محمد المهدي ما قال في أصدقائه، ورأى الحزن الذي بدا عليه، قال له: يا ابن الماجشون والله لأغنيك، وأمر له بعشرة آلاف درهم، وخرج من عنده عائدًا إلى قصره.