قصة قصيدة لله من لمعذبين رماهما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لله من لمعذبين رماهما

أمّا عن مناسبة قصيدة “لله من لمعذبين رماهما” فيروى بأن محمد بن طاهر كان في عام من الأعوام في الحج، وبينما هو يطوف ببيت الله الحرام، رأى جارية شديدة الجمال، وفي تلك اللحظة وقع في حبها، وقرر أن يشتريها من صاحبها، وبالفعل جعل أحد رجاله يتبعها حتى وصلت إلى بيت سيدها، وعاد إليه وأخبره بموقعه، فتوجه إلى سيدها واشتراها منه، وتوجه عائدًا إلى دياره.

وعندما عاد إلى دياره شغف بها شغفًا شديدًا، ولكنه قام بإخفائها عن كافة الناس، ولم يخبر أحدًا عنها، خوفًا من أن يأخذها منه أمير المؤمنين المتوكل على الله، حيث كان من شدة حبه لها يقيم في البيت أيامًا وأسابيع، لا يخرج منه، ولا يراه أحد من الناس، ولكن رجلًا يقال له سويد بن أبي عالية علم بأمر هذه الجارية، وكان بينه وبين محمد خلاف، فكتب إلى امير المؤمنين وهو قريب من الدخول إلى بغداد بأن محمد عنده جارية حسناء، وبأنه لا يفارقها أبدًا، وقد شغل بها عن النظر في أمور الناس ودعاويهم، وبأنه إن بقي على هذه الحال فسوف يصيب بغداد خراب بسبب زيادة الظلم والغوغاء فيها، وقام ببعث الكتاب مع أحد رجاله إلى الخليفة.

وعندما وصل الكتاب إلى الخليفة وقرأه، نظر إلى خادمه، وقال له: اذهب حالًا إلى بيت محمد بن عبد الله، وادخل عليه من دون أن ينتبه لك أحد، وانظر ماذا يفعل، وأحضر لي من عنده جاريته من دون تأخير، فتوجه الخادم إلى بيت محمد بن الطاهر، ودخل إليه بغتة، فلم يشعر به محمد إلا وهو أمامه، وعندها تغير لون وجهه، وفات عيناه دمعًا لعلمه بأن الخادم لم يأت إلا بأمر من الخليفة، وسأله قائلًا: ما الذي اتى بك إلي؟، فقال له الخادم: بعثني أمير المؤمنين لكي آخذ الجارية، فقال له محمد: إن هذا اليوم قد أتى شره، وقد انتهى خيره، وإني لن أخالف امر الخليفة، ثم أمر له بكرسي، وأجلسه، ومن ثم التفت إلى جاريته، وقال لها: أنشدي لي بعضًا من الشعر، لكي أتزود به بعد ذهابك، فأنشدت الجارية وهي تبكي، وصوتها مليء بالحزن، قائلة:

لله من لمعذَّبَيْنِ رماهما
بشماتة العذال والحسَّادِ

أما الرحيل فحين جدَّ تحملت
مهج النفوس به من الأكبادِ

من لم يبت والبين يصدع شملهُ
لم يدرِ كيف تفتت الأكبادِ

حالة الشاعرة

كانت حالة الشاعرة عندما أنشدت هذه القصيدة الحزن الشديد على فراق سيدها.


شارك المقالة: