قصة قصيدة لم ألق ذا شجن يبوح بحبه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لم ألق ذا شجن يبوح بحبه

أمّا عن مناسبة قصيدة “لم ألق ذا شجن يبوح بحبه” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان الخليفة هارون الرشيد في مجلسه، وعنده جمع من كبار القوم، وأتى القوم على ذكر أبي حفص الشطرنجي، فبعث الخليفة أحد غلمانه في طلبه، فتوجه الغلام إلى بيت أبي حفص، ودق عليه بابه، فخرج له أبو حفص، فرد الغلام السلام عليه، وأخبره بأن الخليفة أرسل في طلبه، ففرح أبو حفص فرحًا شديدًا، ودخل إلى بيته، وجهز نفسه على عجالة، ومن ثم خرج، وتوجه إلى مجلس الخليفة، ووقف على باب مجلسه، واستأذن للدخول إليه، فأذن له.

ودخل أبو حفص إلى مجلس هارون الرشيد، وسلم عليه، فرد الخليفة عليه سلامه، وأمره بالجلوس، وعندما جلس، قال له الخليفة: يا حبيبي، لقد أحسنت جدًا في بيتين من الشعر قلتهما، فقال له أبو حفص: وما هما هذان البيتان يا مولاي؟، فإنه شرف لي ولهذين البيتين بأنك قد أعجبت بهما، فقال له الخليفة: قولك حينما قلت:

لَـمْ أَلْـقَ ذَا شَجَـنٍ يَبُـوحُ بِحُبِّـهِ
إلَّا ظَنَنتُكِ ذَلِـكَ المَحبُوبَـا

حَـذَراً عَلَيْكِ فَإِنَّني بِكِ واثِـقٌ
أَنْ لا يَنَـالَ سِوايَ مِنْكِ نَصِيبَـا

فقال له أبو حفص: يا أمير المؤمنين، إن هذين البيتين ليسا لي، وهما للشاعر العباس بن الأحنف، فقال له الخليفة: والله إن صدقك أحب إلي منهما، وإن لك بيتين أفضل منهما حينما قلت:

إذَا سَرَّهَـا أمـرٌ وَفيهِ مَسَاءَتِي
قَضَيْتُ لَهَـا فِيمَـا تُحِبُّ عَلىٰ نَفْسِي

ومَـا مَـرَّ يَـومٌ أرتَجِي فيـهِ رَاحَـة ً
فَأخْبُـرَهُ .؟ إلَّا بَكَيْتُ عَلىٰ أمـسِ

ومن ثم أمر له الخليفة بجائزة له على صدقه، وجائزة أخرى على البيتين اللذان قالهما، فشكره أبو حفص، وخرج من مجلسه، وتوجه عائدًا إلى بيته.

نبذة عن أبي حفص الشطرنجي

هو أبو حفص عمر بن عبد العزيز الشطرنجي، من شعراء العصر العباسي، كان كثيرًَا ما يلعب الشطرنج، واشتهر بمدينته بشغفه وحبه لهذه اللعبة، وبسبب ذلك سمي الشطرنجي، وذكرت أخباره في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني.

توفي في عام ثمانمائة وخمسة وعشرون ميلادية، في فترة خلافة الخليفة العباسي محمد المعتصم.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: