قصة قصيدة لها في سواد القلب تسعة أسهم
أمّا عن مناسبة قصيدة “لها في سواد القلب تسعة أسهم” فيروى بأن قيس بن الملوح كان قد أحب ابنة عمه ليلى العامرية، حيث نشأ وتربى معها، فقد كان يرعى معها إبل والده ووالدها، فكانا رفيقين في الطفولة والصبا، فوقع قيس بعشقها، وهام بها، وكما اعتاد العرب في ذلك الزمان، فقد تم حجب ليلى عن ابن عمها، فاشتد به الشوق والوجد وهو يتذكر أيام الطفولة مع ابنة عمه، ويتمنى لو أن تلك الأيام تعود كما كانت، فينعم بالحياة وهو بجانبها، ولكن ذلك لم يحدث، فهام قيس على وجهه، وهو ينشد الأشعار التي خلدت في التاريخ في حبها.
وفي يوم من الأيام تقدم لطلبها للزواج من عمه، بعد أن تمكن من جمع مهر كبير لها، ولكن والدها رفض أن يزوجها منه، لأنه كان يتشبب بها، وكان العرب لا يزوجون من يتشبب في بناتهم، فقد كان ذلك عار وفضيحة، وفي نفس الوقت قام رجل من ثقيف بطلب يدها للزواج، فوافق والدها على أن يزوجها منه، وزوجها له رغمًا عنها، فرحلت معه إلى الطائف، بعيدًا عن قيس، وبعد أن تزوجت هام قيس كالوحش في الصحراء، وكان ينشد فيها قائلًا:
لها في سواد القلب تسعة أسهمٍ
وللنّاس في ذاك المكان عشير
ولست بمحصٍ حبّ ليلى لسائلٍ
من النّاس إلاّ من يقول كثير
وتنشر نفسي بعد موتي لذكرها
فموت لنفسي مرّةُ ونشور
أتاني بعد ظهر الغيب أن قد تزوّجت
فكادت بي الأرض البراح تمور
فقلت، وقد أيقنت أن ليس بيننا
تلاقٍ، وعيني بالدّموع تفور
لئن كان تبدي برد إيمانها العلى
لأفقر منّي أنّني لفقير
فما أسرع الأخبار أن قد تزوّجت
فهل يأتينني بالطّلاق تشير
نبذة عن قيس بن الملوح
قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الهوزاني، ولد في عام أربع وعشرين للهجرة في نجد، وهو شاعر غزل عربي، من المتيمين، عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب.