قصة قصيدة لو تنظري يا ست مرعي بنظرة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لو تنظري يا ست مرعي بنظرة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “لو تنظري يا ست مرعي بنظرة” فيروى بأن جماعة من الشعراء توجهوا إلى قصر الأمير حسن بن سرحان، وأخذوا يمدحونه بأفضل ما عندهم من قصائد، وهو يجود على كل من يمدحه بالعطايا الجزيلة، وكان ممّا أعطاهم كأعطية جارية يقال لها مي، فشكروه على ما أعطاهم، وعلى ما رأوا منه من إحسان وكرم، ثم خرجوا من المدينة، وتوجهوا صوب تونس، وعندما دخلوها، توجهوا إلى الزناتي خليفة، ومدحوه، فأجزل عليهم بالعطايا، وبينما هم في المدينة باعوا الجارية مي إلى سعداء بنت الزناتي، واشتهرت سعداء بجمالها، فقد كانت من أجمل بنات المدينة، واشتهرت أيضًا بمجالستها للأدباء، وبأنها صاحبة أدب، وتعرف بالتنجيم وضرب الرمل.

وفي يوم من الأيام سألت سعداء الجارية مي عمّا تسبب في وقوعها في أيدي هؤلاء الشعراء، فأخبرتها بأنّ الأمير حسن وهبها إليهم بعد أن قاموا بمدحه، فقالت لها سعداء: هل رأيتِ فتاة في مثل حسني وجمالي وأدبي؟، فقالت لها مي: نعم يا مولاتي، ولكنها ليست فتاة، بل هو شاب، وهو الأمير مرعي، ابن الأمير حسن، وعندما سمعت سعداء بما قالت مي، تعلق قلبها به، وقالت لها: إن كان ما تقولين حقيقة، فاوصفيه لي، فأنشدت مي قائلة:

لو تنظري يا ست مرعي بنظرة
فنظرة في مرعي تزيل المصايب

له وجه مثل البدر عند اكتماله
وخدود تشبه ساطعات الكواكب

له خد أحمر والعيون نواعس
وكالسيف ماضي قفلة الحواجب

وطوله كعود الزان ان كان مايل
خلى نار قلبي تزيد اللهايب

فقالت لها سعداء: تعالي معي إلى الحديقة، أريد أن أضرب في الرمل هنالك، وأرى أحوال مرعي، فإن قلبي قد تعلق به، وأريد أن أتأكد من أنّ ما قلتِ فيه هو الحقيقة، ثم توجهت سعداء ومي إلى الحديقة، وضربت هنالك في الرمل، فتأكدت ممّا قالت الجارية، وبينما هما في الحديقة أقبل العلام بن الزناتي، وهو رجل صاحب علم وعقل وحكمة، فسلم عليهما، فردا عليه السلام، ورحبت به سعداء، فجلس معهما، وأحس بما في قلبها، فأعلمها بذلك، ولكنّها طلبت منه أن لا يخبر أحدًا بخبرها، فوعدها بذلك، ووعدها أيضًا بأن يساعدها لكي تبلغ مرادها، وبالفعل قد ساعدها حتى قابلت مرعي.

نبذة عن مي قائلة القصيدة:

هي جارية للأمير حسن بن سرحان، وهو أمير قوم بني هلال، وهبها لمجموعة من الشعراء قاموا بمدحه، وهم بدورهم باعوها إلى سعداء بنت الزناتي خليفة.


شارك المقالة: