قصة قصيدة لو كان حي وائلا من التلف

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لو كان حي وائلا من التلف

أمّا عن مناسبة قصيدة “لو كان حي وائلا من التلف” فيروى بأن أبو محرز خلف بن حيان الأحمر كان واحدًا من كبار العلماء في مدينة  البصرة في العراق، وقد كان من اللغويين البارعين، ولم يكن له مثيل في عصره، واشتهر بكونه صاحب ظرف ومداعبات، أخذ علمه على يد العديد من الشيوخ، ومنهم عيسى بن عمر الثقفي، ومنهم حماد الراوية الي درس على يده الشعر والرواية، ويونس بن حبيب، وقد جالس يونس لما يزيد عن العشرين عامًا.

ويعتبر أبا محرز أول من طور السماع في مدينة البصرة، وله كتاب سماه مقدمة في النحو، وهو واحد من أقدم الكتب المختصة في النحو، وقد كان شاعرًا كثير الشعر، وكان شعره جيدًا، ومن شعره قصيدة له في الحجاج، قال فيها:

سَقى حُجّاجَنا نَوءُ الثُرَيّا
عَلى ما كانَ مِن لُؤمٍ وَبُخلِ

هُمُ شَدّوا القِبابَ وَأَحرَزوها
فَلَو زادوا لَها باباً بِقُفلِ

وَقَد عَدّوا لَنا شَيئاً بِشَيءٍ
مُقايَضَةً لَهُ مِثلاً بِمِثلِ

فَإشن أَهدَيتُ فاكِهَةً وَكَبشاً
وَعَشرَ دَجائِجٍ بَعَثوا بِنَعلِ

وَمِسواكَينِ طولُهُما ذِراعٌ
وَعَشرٍ مِن صِغارِ المُقلِ خَشلِ

وعندما كبر في العمر أصبح يختم القرآن في كل يوم مرة، لعله يكفر عما صنع في شبابه، واعتزل الشعر، وعندما توفي قال فيه الأصمعي بأن بشاشة الشعر قد ذهبت من بعده، وكان من تلامذته الشاعر أبو نواس، الذي رثاه بقصيدة عندما مات، قال فيها:

لَو كانَ حَيٌّ وائِلاً مِنَ التَلَف
لَوَأَلَت شَغواءُ في أَعلى شَعَف

أُمُّ فُرَيخٍ أَحرَزَتهُ في لَجَف
مُزَغَّبَ الأَلغادِ لَم يَأكُل بِكَف

كَأَنَّهُ مُستَقعِدٌ مِنَ الخَرَف
هاتيكَ أَو عَصماءَ في أَعلى شَرَف

تَروغُ في الطُبّاقِ وَالنَزعِ الأَلَف
أَودى جِماعُ العِلمِ مُذ أَودى خَلَف

مَن لا يُعَدُّ العِلمُ إِلّا ما عَرَف
قَلَيذَمٌ مِنَ العَياليمِ الخُسُف

فَكُلَّما نَشاءُ مِنهُ نَغتَرِف
رِوايَةً لا تُجتَنى مِنَ الصُحُف

نبذة عن أبي نواس

أبو نواس هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، معروف بأبي نواس، ولد في عام سبعمائة وستة وخمسون ميلادي في الأهواز، ومن ثم انتقل إلى مدينة البصرة ونشأ فيها، وهو واحد من كبار شعراء العصر العباسي.


شارك المقالة: