قصة قصيدة لو كان قاتل عمرو غير قاتله

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لو كان قاتل عمرو غير قاتله

أمّا عن مناسبة قصيدة “لو كان قاتل عمرو غير قاتله” فيروى بأنه في معركة الخندق، كان الخندق الذي بناه المسلمون لا يمكن اختراقه، ولم يتمكن أي من الكفار أن يخترقه، ولكن كان هنالك فارس من فرسانهم يقال له عمرو بن عبد ود، وبعد أن رأى عمرو محاولات الكفار الفاشلة، حاول هو أن يخترق الخندق، ولكنه على العكس منهم، تمكن من اختراقه، وعندها ظهر له علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال له: يا عمرو، إنك كنت قد أقسمت من قبل بأنه لا يدعوك أحد إلى اثنتين إلا واخترت واحدة منهما، فقال له عمرو: أجل، لقد فعلت، فقال له علي بن أبي طالب: فإني أدعوك إلى الله ورسوله، وإلى الإسلام، فقال له عمرو: إني لا أحتاج ما تدعوني إليه، فقال له علي: فإني أدعوك إلى القتال، فقال له عمرو: والله إني لا أحب أن أقوم بقتلك، فقال له علي: ولكني والله أحب أن أقتلك.

وعندها نزل عمرو عن حصانه، واقترب من علي بن أبي طالب، وبدأ الاثنان بالقتال، وفي ذلك قال الشاعر:

فتجاوَلا كَغمامتَيْنِ تكنَّفَتْ
مَتنَيْهِما ريحا صَبا وشمالِ

في موقفٍ كادت نفوسُ كُماتهِ
تُبتَزُّ قبلَ تورُّدِ الآجالِ

وارتفعت بينهما سحابة من الغبرة، وأصبحت رؤيتهما صعبة على من يشاهدونهما، ولم تهدأ صفوف المسلمين إلا عندما سمعوا صوت التكبير، فتيقنوا وقتها بأن علي هو من تمكن من قتل عمرو، وعندما قتل عمرو، أتت أخته، وعندما رأته ميتًا، سألت من كان حاضرًا عن قاتله، فقالوا لها: علي بن أبي طالب، فقالت: هو كفء وكريم، ومن ثم انصرفت وهي تنشد قائلة:

لو كان قاتِلُ عمروٍ غير قاتلهِ
لكنتُ أبكي عليهِ آخر الأبدِ

لكنَّ قاتِلَهُ مَن لا يُعابُ بهِ
وكان يُدعى قديمًا بيضةَ البلدِ

مِن هاشمٍ في ذُراها وهي صاعدةٌ
إلى السَّماءِ تُميتُ النَّاسَ بِالحسَدِ

قومٌ أبى الله إلّا أن يكونَ لهم
مكارِمُ الدينِ والدُّنيا بلا أمدِ

يا أُمَّ كلثومَ بكِّيهِ ولا تدعي
بُكاءَ مُعَوِّلَةٍ حَرَّى على وَلَدِ

نبذة عن أم كلثوم بنت عبد ود

هي أم كلثوم بنت عبد ود بن قيس العامرية، من شاعرات قريش، وهي فصيحة اللسان، ولدت في الحجاز في شبه الجزيرة العربية.


شارك المقالة: