قصة قصيدة لو كان من دون ركام المرتكم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لو كان من دون ركام المرتكم

أمّا عن مناسبة قصيدة “لو كان من دون ركام المرتكم” فيروى بأن عدي بن حاتم الطائي هو ابن حاتم الطائي، وهو من كان العرب وما يزالون حتى يومنا هذا يضربون فيه المثل في الجود والكرم، فقد كان واحدًا من أكرم العرب وأجودهم، وبعد أن توفي حاتم تولى ابنه عدي رئاسة قومه، وهم قبيلة طيء، وقد كان نصرانيًا، ومن ثم أسلم، وأصبح واحدًا من صحابة الرسول صل الله عليه وسلم.

ويروى بأن عدي نشأ منذ أن كان في صغره في العصر الجاهلي، في بيت والده المعروف بالكرم، فهو واحد من الثلاثة أشخاص الذين ضرب فيهم المثل في العصر الجاهلي، وكان والده قد تزوج من امرأة تدعى نوار، ولكنها كانت تلومه باستمرار على كرمه، فتزوج من امرأة أخرى وهي ماوية بنت عفزر، وهي ابنة أحد ملوك اليمن، وكونها ابنة ملك من الملوك فقد كانت تحب الكرم، وتحترم الكرماء، وهي التي أنجبت له عدي، وهو الذي ورث جميع الصفات الحميدة التي كانت عند أبيه، وفي خبر ذلك أنشد رؤبة بن العجاج، قائلًا:

لَوْ كَانَ مِنْ دُونِ رُكامِ المُرْتَكَمْ
وَأَرْمُلِ الدَهْنا وَصَمّانِ الوَجَمْ

وَعارِضِ العِرْضِ وَأَعْناقِ العَرَمْ
لَمْ يَسْمَعِ الرَكْبُ بِهَا رَجْعَ الكِلَمْ

إِلَّا وَساويسَ هَيانِيمِ الهَنَمْ
لا وَقَعٌ في نَعْلِهِ وَلا عَسَمْ

مَرّاً جَنُوباً وَشَمالاً تَنْدَقِمْ
وَانْصاعَ وَثَّابٌ بِهَا وَما عَكَمْ

كَأَنَّهُ شَلّالُ عاناتٍ كُدُمْ
كَأَنَّما تَغَرِيدُهُ بَعْدَ العَتَمْ

مُرْتَجِسٌ جَلْجَلَ أَوْ حادٍ نَهَمْ
أَوْ راجِزٌ فِيهِ لَجاجٌ وَيَهَمْ

أَنْتَ الحَلِيمُ وَالأَمِيرُ المُنْتَقِمْ
تَصْدَعُ بِالْحَقِّ وَتَنْفِي مِنْ ظُلَمْ

بِأَبِهِ اقْتَدَى عَدِيٌّ في الكَرَمْ
وَمَنْ يُشابِهُ أَبَهُ فَما ظَلَمْ

نبذة عن رؤبة بن العجاج

هو أبو محمد رؤبة بن عبد الله العجاج بن رؤبة بن لبيد بن صخر البصري التميمي السعدي، وهو واحد من الفصحاء المشهورين، وأحد مخضرمي كلًا من الدولة الأموية والدولة العباسية، وقد كان أكثر مقامه في مدينة البصرة في العراق، وقد أخذ عنه العديد من كبار أهل اللغة، وكانوا يحتجون بشعره ويقولون بإمامته في اللغة، وقد توفي البادية، وعندما توفي قيل بأن اللغة والشعر والفصاحة قد دفنت.


شارك المقالة: