قصة قصيدة لو كنت تعلم ما أقول عذرتني

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الفراهيدي:

هو الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري، ولد عام مئة للهجرة في البصرة، يعد كتابه “معجم العين” أول معجم في اللغة العربية، وهو من وضع علم العروض.

وهو أول من جمع حروف المعجم في بيت واحد وهو:

صِف خَلقَ خَودِ كَمِثلِ الشَمسِ إِذ بَزَغَت
يَحظى الضَجيعُ بِها نَجلاءَ مِعطارِ

قصة قصيدة لو كنت تعلم ما أقول عذرتني:

أمّا عن مناسبة قصيدة “لو كنت تعلم ما أقول عذرتني” فيروى بأنّه عندما أراد الخليل أن يقوم بوضع العروض ذهب إلى بيته، وخلا فيه لوحده من دون أن يختلط بأي أحد، ووضع من أمامه إناء أو ما يشبه ذلك، ويمسك بيده عصًا ويضرب الإناء ويقول: فاعل مستفعل فعولن، وبينما هو يفعل ذلك سمعه أحد إخوانه، فخرج من المنزل وتوجه إلى المسجد، وقال لمن كان حاضرًا: إنّ أخي قد أصابه الجنون، وقام بأخذهم وتوجه نحو المنزل، وأسمعهم أخاه وهو يضرب الإناء، فقالوا له: يا أبا عبد الرحمن، ما بك هل أصابك شيء، أتريد منا أن نأخذك إلى الطبيب؟، فقال لهم: ولم ذلك؟، فقالوا له: إنّ أخاك يقول بأنّك قد جننت، فأنشدهم قائلًا:

لَو كُنتَ تَعلَمُ ما أَقولُ عَذَرتَني
أَو كُنتَ تَعلَمُ ما تَقولُ عَذَلتُكا

لِكِن جَهِلتَ مَقالَتي فَعَذَلتَني
وَعَلِمتُ أَنَّكَ جاهِلٌ فَعَذَرتُكا

وفي يوم من الأيام بعث إليه سليمان بن علي وهو والي الأهواز، وطلب منه أن يؤدب ولده، وعندما وصل رسول سليمان خرج إليه وفي يده كسرة من خبز، وقال له: ما دام هذا عندي فلا حاجة لي لسليمان، فقال له الرسول: وماذا تريد مني أن أخبره، فأنشده قائلًا:

أَبلِغ سُلَيمانَ أَنّي عَنهُ في سَعَةٍ
وَفي غِنىً غَيرَ أَنّي لَستُ ذا مالِ

سَخّى بِنَفسي أَنّي لا أَرى أَحَداً
يَموتُ هَزلاً وَلا يَبقى عَلى حالِ

وَإِنَّ بَينَ الغِنى وَالفَقرِ مَنزِلَةً
مَخطومَةً بِجَديدٍ لَيسَ بِالبالي

الرِزقُ عَن قَدَرٍ لا الضَعفُ يَنقُصُهُ
وَلا يَزيدُكَ فيهِ حَولُ مُحتالِ

إِن كانَ ضَنُّ سُلَيمانَ بِنائِلِهِ
فَاللَهِ أَفضَلُ مَسؤولٍ لِسُؤالِ

وَالفَقرُ في النَفسِ لا في المالِ نَعرِفُهُ
وَمِثلُ ذاكَ الغِنى في النَفسِ لا المالِ

وعندما وصل الرسول إلى سليمان وأخبره بما قال، قطع عنه راتبه، فأنشد قائلًا:

إِنَّ الَّذي شَقَّ فَمي ضامِنُ
الرِزقِ حَتّى يَتَوَفّاني

حَرَمتَني خَيراً كَثيراً فَما
زادَكَ في مالِكَ حِرماني


شارك المقالة: