قصة قصيدة ليطلب الثأر أمثال ابن ذي يزن

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ليطلب الثأر أمثال ابن ذي يزن:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ليطلب الثأر أمثال ابن ذي يزن” فيروى بأنه عندما علت مكانة سيف بن ذي يزن في الحبشة، قدمت إليه وفود العرب التي احتوت على أفضل شعرائهم ووجهائهم، وأخذوا يمدحونه ويباركون له، وكان من بين الوفود التي أتته وفد قريش، وكان فيه عبد المطلب بن هاشم، وأمية بن أبي الصلت، وأمية بن شمس، وغيرهم من أشراف قريش، وعندما دخلوا عليه، أنشده أمية بن أبي الصلت، قائلًا:

ليَطلُبَ الثَأرَ أَمثالُ اِبنِ ذي يَزَنٍ
في البَحرِ خَيَّمَ لِلأَعداءِ أَحوالا

أَتى هِرَقلَ وَقَد شالَت نَعامَتُهُ
فَلَم يَجِد عِندَهُ بَعضَ الَذي سالا

ثُمَّ اِنتَحى نَحوَ كِسرى بَعدَ عاشِرَةَ
مِنَ السِنينِ لَقَد أَبعَدَت إيغالا

حَتى أَتَى بِبَني الأَحرارَ يَقدُمُهُم
تَخالُهُم فَوقَ مَتنِ الأَرضِ أَجيالا

مَن مِثلَ كِسرى شَهنشاهِ المُلوكِ لَهُ
أَو مِثلَ وَهرَزَ يومَ الجَيشِ إِذ صالا

لِلَّهِ دَرُّهُمُ مِن عُصبَةٍ خَرَجوا
ما أَن تَرى لَهُمُ في الناسِ أَمثالا

غُرٌّ جَحاجِحَةٌ بيضٌ مَرازِبَةٌ
أُسدٌ تُرَبِّبُ في الغُيضاتِ أَشبالا

لا يَضجَرونَ وَإِن حُرَّت مَغافِرُهُم
وَلا تَرى مِنهُم الطَعنَ مَيّالا

من ثم طلب عبد المطلب الإذن لكي يتكلم، فأذن له سيف بن ذي يزن، فقال: لقد أحلك الله محلًا عظيمًا، صعبًا على غيرك، فأنت شامخ، وأنت رأس العرب، وملكهم، والعمود الذي عليه العماد، من أفضل السلف، وأنت لهم خير خلف، نحن يا مولاي أهل بيت الله، بعثنا إليك الكرب الذي أصابنا، فقال له سيف: من أنت؟، فقال له: أنا عبد المطلب بن هاشم، فقال له سيف: أنت ابن اختنا، فقال له عبد المطلب: نعم.

فقربه منه، وقال له: مرحبًا بك أنت وقومك، لقد سمعت مقالتكم، وعرفت قرابتكم، فانزلوا عندنا، فأقاموا هنالك ما يقرب الشهر، وكانوا في هذه الشهر لا يمكنهم رؤيته، ولا يأذن لهم بالمغادرة، وبعد تمام الشهر، بعث في طلب عبد المطلب، وقال له: سوف أبوح لك بسر لم أخبره لأحد من قبلك، ولكني قد وجدتك أهلًا له فأطلعتك عليه، وعليك أن لا تخبر أحدًا به، حتى يحين وقته، ثم قال: إني قد رأيت في كتابنا خبرًا عظيمًا، فيه شرف الحياة للناس بشكل عام، ولك بشكل خاص، فقال له عبد المطلب: وما هو؟ فقال له: إذا ولد طفل في تهامة، ويوجد في ظهره شامة، فهو إمام إلى يوم القيامة، يموت أبوه وأمه، ويرعاه جده وعمه، يكسر الأصنام، ويتغلب على الشيطان، ويعبد الرحمن، وأنت جده، فنزل عبد المطلب على الأرض ساجدًا، فهل تعرف شيئًا عن خبر ذلك؟.

فقال له عبد المطلب: إن لي ابنًا، زوجته كريمة، وأتاه طفل، على ظهره شامة، وقد مات ابني وزوجته، وأخذت الطفل، أرعاه أنا وعمه، فقال له سيف: احفظه، واحذر عليه من اليهود.

نبذة عن أمية بن أبي الصلت:

هو أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي، من الشعراء الجاهليين، ومن أهل الطائف، نبذ عبادة الأصنام، وكان على دين إبراهيم عليه السلام.

المصدر: كتاب " الأغاني " تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "ديوان أمية بن أبي الصلت" تحقيق وشرح عبد الحفيظ السطليكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: