نروي لكم اليوم خبر وفود عامر بن طفيل وأربد بن ربيعة على رسول الله صل الله عليه وسلم.
قصة قصيدة ما إن تعري المنون من أحد
أما عن مناسبة قصيدة “ما إن تعري المنون من أحد” للبيد بن ربيعة فيروى بأنه عندما وفد عامر بن الطفيل ومعه أربد بن ربيعة -أخو لبيد بن ربيعة- على رسول الله صل الله عليه وسلم، وعندما جلس مع رسول الله سأله أن تكون الخلافة له من بعده، وأن يكون له ربع غنائم الغزوات والحروب، وأن يكون له الوبر ويكون لرسول الله المدر، فقال له رجل: لو أنك طلبت منه بلحة من بلح المدينة ما أعطاك إياها، وبينما كان في المدينة رأى صلاة المسلمين، فقال: والله لو أني نظرة إلى إحدى نساء بني عامر منحنية هكذا لأملأن المدينة خيلًا ورجالًا، وعندما وصل خبر ذلك إلى رسول الله دعا عليه، فأصابه مرض الطاعون، فدخل إلى بيت سلولية، فقال: غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية، فأصبح ما قال مثل يقال في اجتماع مكروهين.
ومن ثم مات عامر بن طفيل، وكان عامر يأتي أربد بن ربيعة لقتل رسول الله، فيجلس الاثنان ويتآمران لمقتله، وبعد موت عامر مات أربد بالصاعقة فرثاه أخوه لبيد بن ربيعة بأبيات من الشعر قال فيها:
ما إِن تُعَرّي المَنونُ مِن أَحَدِ
لا والِدٍ مُشفِقٍ وَلا وَلَدِ
أَخشى عَلى أَربَدَ الحُتوفَ وَلا
أَرهَبُ نَوءَ السِماكِ وَالأَسَدِ
فَجَّعَني الرَعدُ وَالصَواعِقُ بِالفارِسِ
يَومَ الكَريهَةِ النَجُدِ
الحارِبِ الجابِرِ الحَريبَ إِذا
جاءَ نَكيباً وَإِن يَعُد يَعُدِ
يَعفو عَلى الجَهدِ وَالسُؤالِ كَما
أُنزِلَ صَوبُ الرَبيعِ ذي الرَصَدِ
وقال يرثيه:
ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم
وَبَقيتُ في خَلفٍ كَجِلدِ الأَجرَبِ
يرثى لبيد أخاه أربد ويقول بأن من كان يعيش في كنفه قد ذهب، وبقي من بعده وحيدًا كمن كان أجرب.
يَتَأَكَّلونَ مَغالَةً وَخِيانَةً
وَيُعابُ قائِلُهُم وَإِن لَم يَشغَبِ