قصة قصيدة ما حية ميتة أحيت بميتها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ما حية ميتة أحيت بميتها

أمّا عن مناسبة قصيدة “ما حية ميتة أحيت بميتها” فيروى بأن عبيد بن الأبرص لقي في يوم من الأيام امرؤ القيس، فسلم الاثنان على بعضهما، وجلسا يتحدثان، وبينما هما يتحدثان قال عبيد: كيف معرفتك بالأوابد؟، فقال له امرؤ القيس: قل ما تريد، وسوف تجدني كما أحببت، فقال عبيد:

ما حَيَّةٌ مَيتَةٌ أَحيَت بِمَيِّتِها
دَرداءُ ما أَنبَتَت سِنّاً وَأَضراسا

فقال امرؤ القيس:

تلك الشعيرةُ تُسقى في سنابلها
فأخرجتْ بعد طول المُكث أكداسا

فقال عبيد بن الأبرص:

ما السودُ وَالبيضُ وَالأَسماءُ واحِدَةٌ
لا يَستَطيعُ لَهُنَّ الناسُ تَمساسا

فقال امرؤ القيس:

تلك السحابُ إذا الرّحمانُ أرسلها
روّى بها من مُحول الأرضِ أيْبَاسَا

فقال عبيد بن الأبرص:

ما مُرتَجاتٌ عَلى هَولٍ مَراكِبُها
يَقطَعنَ طولَ المَدى سَيراً وَأَمراسا

فقال امرؤ القيس:

تِلكَ النّجُومُ إذا حانَتْ مَطالِعُهَا
شَبّهتُهَا في سَوَادِ اللّيلِ أقبَاسَا

فقال عبيد بن الأبرص:

ما القاطِعاتُ لِأَرضٍ لا أَنيسَ بِها
تَأتي سِراعاً وَما يَرجِعنَ أَنكاسا

فقال امرؤ القيس:

تلك الرّياحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُها
كفى بأذيالهَا للتُّربِ كنّاسَا

فقال عبيد بن الأبرص:

ما الفاجِعاتُ جِهاراً في عَلانِيَةٍ
أَشَدُّ مِن فَيلَقٍ مَملوأَةٍ باسا

فقال امرؤ القيس:

تِلكَ المَنايَا فَمَا يُبقِينَ مِنْ أحدٍ
يَكفِتنَ حمقَى وما يُبقينَ أكيَاسَا

فقال عبيد بن الأبرص:

ما السابِقاتُ سِراعَ الطَيرِ في مَهلٍ
لا تَستَكينُ وَلَو أَلجَمتَها فاسا

فقال امرؤ القيس:

تِلكَ الجِيادُ عليَها القَومُ قد سبحوا
كانوا لهُنّ غَدَاةَ الرَّوْعِ أحلاسَا

فقال عبيد بن الأبرص:

ما القاطِعاتُ لِأَرضِ الجَوِّ في طَلَقٍ
قَبلَ الصَباحِ وَما يَسرينَ قِرطاسا

فقال امرؤ القيس:

تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكنَ الفَتى مَلِكاً
دُونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَه رَاسَا

فقال عبيد بن الأبرص:

ما الحاكِمونَ بِلا سَمعٍ وَلا بَصَرٍ
وَلا لِسانٍ فَصيحٍ يُعجِبُ الناسا

فقال امرؤ القيس:

تِلكَ الموَازِينُ وَالرّحْمَانُ أنْزَلهَا
رَبُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقيَاسَا

نبذة عن عبيد بن الأبرص

هو عبيد بن الأبرص بن حنتم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وأحد أصحاب المعلقات.


شارك المقالة: