قصة قصيدة متى تنشروا عني العمامة تبصروا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة متى تنشروا عني العمامة تبصروا

أمّا عن مناسبة قصيدة “متى تنشروا عني العمامة تبصروا” فيروى بأن كثير عزة جلس في يوم من الأيام في مكان، وكان معه في مجلسه فتى من فتيان قريش، وبينما هما جالسان، أقبلت عليهما فتاة شديدة الجمال، فوقفت بالقرب منهما، واستندت على خيمة من الخيام، وأخذت تنظر إلى كثير عزة، وبعد فترة من وقوفها أمامه، قالت له: هل أنت كثير؟، فقال لها: نعم، أنا هو، فقالت له: هل أنت من تقول:

وكنتَ إذا ما جئتُ أدنيتَ مجلسي
ووجهُك من تلك البَشَاشَةِ يقطرُ

فمَن لي بالعينِ التي كنتَ مرةً
إليَّ بها في سالفِ الدَّهرِ تنظرُ

فقال لها كثير: نعم، أنا من قلت ذلك، فأخذت المرأة تتأمل وجه كثير وهي تبتسم، ثم قالت له: وهل على وجه مثل وجهك ملامح الهيبة؟، فوالله إن كنت قد كذبت فيما قلت فإن عليك لعنة الله وملائكته وخلقه أجمعين، فغضب كثير غضبًا شديدًا، وقال لها: من أنت؟، والله لو أني أعلم من أنت، لقمت بتقطيعك أنت وقومك من كثرة الهجاء، وأخذ يصيح بها، وهي ساكتة لا تقول شيء، وعندما هدأ، وذهب ما به من غضب، قالت له: هل أنت من تقول؟:

متى تنشروا عني العمامة تُبصروا
جميل المُحيّا أغفلته الدواهن

ومن ثم قالت له: وهل أنت جميل المحيا؟، فإن كان ما تقول كذبًا، فإن لعنة الله وملائكته وجميع خلقه عليك، ومن ثم انصرفت مغادرة، وبعد أن انصرفت الفتاة، أخذ كثير يبحث عن اسمها، وعن قومها، فدلوه على مولاة لها تعرف من هي، فتوجه إليها وطلب منها أن تخبره من هي، وأغراها بأن يعطيها المال إن قالت له من هي، فقالت له: والله لو أنك أعطيتني وزني ذهبًا لما قلت لك من هي، فانصرف من عندها وهو يشعر بالحسرة لعدم مقدرته على معرفة من هي تلك الفتاة.

نبذة عن كثير عزة

هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر الخزاعي، ولد في عام ستمائة وستون ميلادي في المدينة المنورة، في آخر فترة خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وهو شاعر من شعراء الدولة الأموية، اشتهر بحبه لفتاة اسمها عزة.

المصدر: كتاب "أخبار النساء" تأليف ابن الجوزيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: