قصة قصيدة متى يا عريب الحي عيني تراكم

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم شيئًا من خبر الشاعر أبو مدين التلمساني، وما حصل له مع السلطات يعقوب المنصوري.

من هو أبو مدين التلمساني؟

هو أبو مدين شعيب بن الحسين الأنصاري، شاعر من شعراء الأندلس.

قصة قصيدة متى يا عريب الحي عيني تراكم

أما عن مناسبة قصيدة “متى يا عريب الحي عيني تراكم” فيروى بأن أبو مدين التلمساني ولد في مدينة قطنيانة في تلمسان، هو واحد من أشهر المتصوفين في المغرب العربي، وواحد من كبار شعراء الأندلس، وقد أمضى معظم حياته في مدينة بجاية، وهنالك ازداد عدد تلاميذه، وأصبح مشهورًا للغاية، فكثر حساده، ووشوا به للسلطان يعقوب المنصور الموحدي في مدينة مراكش، فأرسل السلطان في طلبه، لكي ينظر في أمره، ويتحقق مما قيل فيه، وخاصة ما ذكروا له بأنه خطر على دولة الموحدين، وبينما هو في طريقه إليه مرض ومات.

وكان أبو مدين يحب فتاة من أهل مدينته، ولكن الأقدار حالت بينه وبينها، عندما انتقلت من المدينة إلى مدينة بعيدة عنه، فأنشد في شوقه إليها قائلًا:

متى يا عُرَيبَ الحي عيني تراكمُ
وأسمعُ من تلكَ الديار نداكمُ

ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا
ويحظى بكم قلبي وعيني تراكمُ

يخاطب أبو مدين الفتاة التي يحب، ويقول لها يا عريب الحي أي يا أهل الحي، لقد طال الفراق بيني وبينك، فمتى عيني تراك، وأسمه من ديارك صوتك، ويجمعنا الزمان الذي أبعنا عن بعضنا البعض، وأراك وتكونين معي.

أمرُّ على الأبواب من غير حاجة
لعلي أراكُم أو أرى من يراكُم

سقاني الهوى كأساً من الحب صافياً
فيا ليتهُ لمّا سقاني سقاكُم

فيا ليتَ قاضي الحبّ يحكمُ بينَنا
وداعي الهوى لمّا دعاني دعاكمُ

أنا عبدُكُم بل عبد عبدٍ لعبدكم
ومملوكُكم من بيعكم وشراكمُ

كتبتُ لكم نفسي وما ملكت يدي
وإن قلَّت الأموالُ روحي فداكمُ

لساني بمجدكُم وقلبي بحبكُم
وما نظرت عيني مليحاً سواكمُ

وما شرّف الأكوان إلّا جمالكُم
وما يقصدُ العُشّاقُ إلّا سناكمُ

وإن قيل لي ماذا على اللَه تشتهي
أقولُ رضي الرحمنِ ثم رضاكمُ

الخلاصة من قصة القصيدة: يعد أبو مدين التلمساني واحدًا من كبار المتصوفين والشعراء في المغرب العربي والأندلس، وكان قد أحب فتاة من أهل حيه، ولكنها انتقلت إلى مدينة أخرى، فأنشد شعرًا يعبر عن شوقه إليها.

المصدر: كتاب "ديوان أبي مدين شعيب الغوث" جمع وتحقيق الدكتور عبد القادر سعود و الدكتور سليمان القرشي. كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديدكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: