قصة قصيدة مثل النسا فلتبك ملكك بعدما

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن عائشة الحرة:

هي عائشة بنت محمد الأحمر، وهي والدة آخر ملوك الأندلس المسلمين أبو عبد الله الصغير، وقد كان لعائشة الحرة دورًا مهمًا جدًا في الحفاظ على عرش ابنها من المؤامرات التي كانت محيطة به، وكان لها دورًا مهمًا أيضًا في ثبات أهل غرناطة أمام النصارى، وهي التي بعثت بروح المقاومة في قلب ابنها الملك أبو عبد الله.

بقي الإسبان حتى يومنا هذا يحترمون عائشة الحرة، واحتفظوا ببيتها الذي كان في حي البيازين في مدينة غرناطة، والذي يدعى اليوم بقصر دار الحرة، وكتبوا حولها العديد من القصص والأساطير.

قصة قصيدة مثل النسا فلتبك ملكك بعدما:

أما عن مناسبة قصيدة “مثل النسا فلتبك ملكك بعدما”، فيروى بأنه في عام ألف وأربعمائة وواحد وتسعون ميلادية وبعد أن قام ملك الأندلس أبو عبد الله محمد الصغير ملك الأندلس على اتفاقية تنص على أن يقوم بتسليم غرناطة إلى فرناندو ملك قشتالة وإيزابيلا ملكة أرجوان.

وبعد أن سقطت غرناطة في أيديهم، خرج أبو عبد الله من المدينة، وسار بعيدًا باتجاه الغرب، وبينما هو في الطريق، صعد إلى تلة عالية تطل على قصور المدينة، وأصبح يناظر مجده ومجد أجداده الضائع، وبينما هو كذلك لم يستطع أن يتمالك نفسه، فأخذ يبكي حتى تبللت لحيته بدموعه، وكانت أمه وتدعى عائشة الحرة حاضرة يومها، فقالت له: نعم، ابك كما تفعل النساء على ملكك الذي لم تستطيع أن تدافع عنه كما يفعل الرجال، ثم أنشدت قائلة:

مِثلَ النِّسا فلتَبكِ ملككَ بعدما
أسلمتَهُ بيديكَ خَصماً مُجرما

غرناطةُ الأمجادِ حاضرةُ الدُّنى
كانت تطاوِلُ فِي علاها الأنجُما

لم تحمِها مثلَ الرجالِ، وإنما
خُنتها و رضِيتَ أن تَستسلما

فكرتَ فِي دنياكَ وحدكَ ناسِياً
حقَّ الشعوبِ لكي تعيشَ منعَّما

وقصورُكَ الحمراءُ قد عبَّأتَها
بالغانياتِ ومَن يُجيد ترنُّما

وغرقتَ فِي دُنيا الخلاعةِ والهوَى
وسلكتَ دربَ المُترفِينَ مذمَّما

تبكي إذا ضاعَت حمامةُ سَبْقِكمْ
ويموتُ شعبكَ دون أن تتألَّما

وشغلتَ نفسك بالتوافهِ، تاركاً
كُلَّ الثغورِ بدونِ أن تُسْتَحْكَما

وغمَدتَ أسيافَ الجهادِ حماقةً
وجعلتهُ فِي العالمينَ مُحرَّما

من كانَ يرجُو البرَّ منك عقَقْتَهُ
وأهنتَ مَن لو قد رشدتَ لأُكرِما

المصدر: كتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني


شارك المقالة: