قصة قصيدة - معاذ الله أفعل ما تقول ولو

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “معاذ الله أفعل ما تقول ولو”:

أمَّا عن قصة قصيدة “معاذ اللهِ أفعلُ ما تقول ولو” يروى أنَّ أعرابي كانت له ابنة عم له يهواها ويحبها حبًا كثيراً، وقرر أن يتزوجها فذهب في يوم لكي يخطبها من عمه فدخل عليه وقال له بأنه يريد الزواج من إبنته وأنه على استعداد لتقديم مائة ناقة مع راعيها له مهرًا لها!.

ولكن عمه قال له: إعلم يا ابن أخي أنك أنت أحقُّ بها من غيرك ولكنني لا أريد مهْرها المائة ناقة التي قدمتها ولكني أريد حصانك مهرًا لها. فصعق الأعرابي وصمت لفترة وذلك لمكانة الحصان الكبيرة في قلبه، وبينما هو في صمته نظرت إليه إبنة عمه وغمزته فأخذ نفسًا عميقاً ثم أنشد قائلًا:

لصلصلةُ اللجام برأسِ طرْفٍ
أحبُّ إليّ من أن تنكحيني

وقعقعة اللجام برأس مهري
أحب إليّ مما تغمزيني

وما هانَ الجوادُ عليّ حتّى
أجود به ورُمحي في يميني

أخافُ إذا حللْنا في مضِيقٍ
وجدَّ الركض أن لا تحمليني

جيادُ الخيل إن أركبها تُنجي
وإني إن صحبتك توقعيني

دعيني واذهبي يا بنت عمّي
أفي غمز الجُفُون تراوديني

فمهما كنتُ في نِعَمٍ وعِزٍّ
متى جار الزّمانُ ستزدريني

وأخشى إن وقعتُ على فراشٍ.
وطالتْ عِلّتي أن لا ترحميني .

وعندما سمعت إبنة عمه كلامه اغرورقت عيناها بالدمع وأنشدت قائلة:

معاذ اللهِ أفعلُ ما تقول ولو
قُطعتْ شمالي عن يميني

متى عاشرتني وعلمت طبعي
ستعلم أنني خير القرينِ

وتحمد صحبتي وتقول كانت
لهذا البيت كالحصن الحصينِ

فظُنَّ الخير واترك سوء فكرٍ
وميّز ذاك بالعقل الرزين

فحاشا من فعال النقص مثلي
وحاشاها الخيانة للأمين

وعندما سمع أبوها بالشعر الذي أنشده ابن أخيه وإبنته تأثر له وعلم أنهمات يحبا بعضهما البعض حبًا كبيرًا وقرر أن يزوجها له من دون أن يأخذ الحصان ولا الجمال مهرًا لإبنته لأن إبنته أغلى عنده مما يمكن أن يقدم إبن أخيه من مهر لها. ففرح الأعرابي من موقف عمه فرحًا كبيرًا وقال له: والله إني أحب ابنتك حبًأ كبيرًا وإني أعدك ياعمي أن احافظ على ابنتك واحميها فهي كل ما أملك في هذه الدنيا، فتزوج منها.

المصدر: كتاب "الشعر الجاهلي" للمؤلف طه حسينكتاب "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية" للمؤلف الدكتور ناصر الدين أسدكتاب " أعلام الأدب العربي " إعداد أدهم آل الجنديكتاب " سير أعلام النبلاء " إعداد شمس الدين الذهبي


شارك المقالة: