قصة قصيدة مغاني الشعب طيبا في المغاني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة مغاني الشعب طيبا في المغاني:

أمّا عن قصة قصيدة “مغاني الشعب طيبا في المغاني” فيروى بأن أبو طيب المتنبي حينما قرر أن يترك ابن العميد، ويخرج قاصدًا شيراز، أتاه كتاب من الملك البويهي عضد الدولة، وكان من ما ذكر في هذا الكتاب، أنه يريد منه أن يزوره، وكان ذلك في العام الذي وصل فيه المتنبي إلى بلاد فارس، فبعث له أبو الطيب المتنبي بانه يتشرف بزيارته، وتوجه إلى شيراز، ونزل ضيفًا عند الملك، وبينما هو عنده كتب فيه ثمان قصائد في مناسبات مختلفة، وكانت واحدة منها بمناسبة وفاة عمة عضد الدولة.

ولكن أروع ما قال أبو الطيب المتنبي في الملك قصيدة ابتدأها بالتغزل في جمال الطبيعة في بلاد الفرس، وذكر بعدها انسجامه مع هذا الجمال والأجواء، وذكر فيها أيضًا معاناته مع الغربة والبعد عن وطنه، ومدح فيها عضد الدولة وابنائه، قائلًا:

مَغاني الشَعبِ طيباً في المَغاني
بِمَنزِلَةِ الرَبيعِ مِنَ الزَمانِ

وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها
غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ

مَلاعِبُ جِنَّةٍ لَو سارَ فيها
سُلَيمانٌ لَسارَ بِتَرجُمانِ

طَبَت فُرسانَنا وَالخَيلَ حَتّى
خَشيتُ وَإِن كَرُمنَ مِنَ الحِرانِ

غَدَونا تَنفُضُ الأَغصانُ فيها
عَلى أَعرافِها مِثلَ الجُمانِ

فَسِرتُ وَقَد حَجَبنَ الشَمسَ عَنّي
وَجَبنَ مِنَ الضِياءِ بِما كَفاني

وَأَلقى الشَرقُ مِنها في ثِيابي
دَنانيراً تَفِرُّ مِنَ البَنانِ

لَها ثَمَرٌ تُشيرُ إِلَيكَ مِنهُ
بِأَشرِبَةٍ وَقَفنَ بِلا أَواني

وَأَمواهٌ تَصِلُّ بِها حَصاها
صَليلَ الحَليِ في أَيدي الغَواني

وَلَو كانَت دِمَشقَ ثَنى عِناني
لَبيقُ الثُردِ صينِيُّ الجِفانِ

نبذة عن الشاعر أبو الطيب المتنبي:

هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي المذحجي، ولد في الكوفة في العراق في عام تسعمائة وعشرون ميلادية، اشتهر بكبريائه وشجاعته وطموحه الكبير وحبه للمغامرات.

يعتبر أبو الطيب واحدًا من اهم الشعراء في تاريخ العرب، ومن أكثرهم إتقانًا للغة العربية، ويعتبر شعره مصدر إلهام للكثير من الشعراء حتى يومنا هذا.

تعتبر الفترة التي اتصل فيها أبو الطيب مع الأمير سيف الدولة الحمداني في حلب من أفضل فترات حياته، وأكثرها عطاءً، ومدحه بالعديد من القصائد الخالدة، وكان مقربًا جدًا منه.

توفي أبو الطيب المتنبي في عام تسعمائة وخمسة وستون ميلادي في بغداد.

المصدر: كتاب "مع المتنبي" للمؤلف طه حسين كتاب "في عالم المتنبي" تأليف عبد العزيز الدمسوقي كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: