قصة قصيدة نبارز أبطال الوغى فنصدهم

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم خبر رجل من الأعراب دخل إلى مجلس ثعلب النحوي وسأله عن أرق شعر.

من هو صريع الغواني؟

هو أبو الوليد مسلم بن الوليد الأنصاري، شاعر من أهل الكوفة، وهو من قبيلة الخزرج.

قصة قصيدة نبارز أبطال الوغى فنصدهم

أما عن مناسبة قصيدة “نبارز أبطال الوغى فنصدهم” فيروى بأن ثعلب النحوي وهو مولى عن بن زائدة، وهو من أهل الكوفة، قد كان إمام أهل الكوفة في النحو واللغة والحديث، وبالإضافة إلى ذلك فقد كان راويًا للشعر، حتى أن أهل الكوفة قد قالوا بأنه أعلم أهل زمانه في الشعر، فقد كان يروي الشعر القديم.

وفي يوم من الأيام أتى أعرابي إلى مجلس ثعلب النحوي، واستأذن للدخول إلى مجلسه، فأذن له بالدخول، وعندما خل رد عليه السلام، فرد عليه ثعلب سلامه، وأشار له بالجلوس، وعندما جلس الأعرابي، قال لثعلب: أنت من يقول الناس بأنك أعلم الناس في الأدب وفي الشعر، فقال له ثعلب: هكذا يقولون، فقال له الأعرابي: أنشدني أرق ما قال العرب من شعر، على أن يكون كذلك أسلم شعر، فقال له ثعلب: هو شهر لجرير قال فيه:

إن العيون التي في طرفها مرض
قتلتنا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن أضعف خلق الله إنسانا

فقال له الأعرابي: ولكن هذا الشعر هو شعر رث، قد دار على ألسنة السفهاء، فإن استطعت فأسمعني شعرًا غيره، فقال له ثعلب: هات أفدنا من عندك، فقال له الأعرابي، هو شعر لمسلم بن الوليد صريع الغواني، قال فيه:

نبارز أبطال الوغى فنصدهم
وتقتلنا في السلم لحظُ الكواعب

وليست سهام الحرب تفني نفوسَنا
ولكن سهامٌ فوقتْ في الحواجب

يقول الشاعر في هذه القصيدة بأنه يقاتل الفرسان في الحروب فلا يقدرون عليه، وتقدر عليه عيون من يحب.

وعندما سمع ثعلب شعر صريع الغواني الذي ذكره له هذا الأعرابي قال لمن كان عنده: اكتبوا هذه الأبيات على المحاجر، ولو أنكم اضطررتم لكتابتها بالخناجر.

الخلاصة من قصة القصيدة: اشتهر ثعلب النحوي بعلمه بالشعر، فدخل عليه أعرابي في يوم من الأيام، وسأله عن شعر رقيق سليم، فأنشده ثعلب شعرًا لجرير، فقال له الأعرابي بأنه شعر رث سفيه، وأنشده أبيات لصريع الغواني.

المصدر: كتاب "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" تأليف ابن الجوزي كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: