قصة قصيدة - نعيب زماننا -

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالإمام الشافعي:

أمَّا عن التعريف بكاتب هذه القصيدة: فهو الإمام الفقيه المحدّث محمّد بن إدريس الشافعيّ القرشيّ، ثالث أئمة الفقه الإسلاميّ، بجانب الإمام مالك بن أنس صاحب الموطأ، وأبو حنيفة النّعمان وأحمد بن حنبل صاحب المسند.

وأمَّا عن ولادة الإمام الشافعي: ولد الإمام الشافعيّ بغزّة سنة 150 للهجرة، الموافق للميلاد سنة 776، من أصل مكيّ، هاجر والده للعمل من مكّة الى غزّة، وتوفي والده عليه رحمة الله بعد ولادة الإمام الشَّافعيّ بفترة وجيزة، ولمّا أكمل الإمام الشَّافعيّ السنتين، عادت به أمه إلى مكة المكرمة، وفيها نشأ إمامنا الشافعيّ رحمه الله، واهتمّت والدته بطلبه للعلم، فبعثته إلى قبيلة هذيل ، وقد كانت من أشهر القبائل العربية فصاحة، فجلس عندهم عاماً، يتعلّم اللّغة العربية، بعدما أحسّت بضعف في الإمام الشافعي بالفصحى، ثمَّ عاد الإمام الشافعيّ رحمه الله ، فحفظ القرآن صغيراً في سنِّ السابعة من عمره، وبقي في مكّة المكرّمة يتنقَّل بين مجالس علمائها ينهل من علمهم، فأُذن له بالفتيا ولم يبلغ سنَّ العشرين من عمره، ثمَّ انتقل إلى المدينة المنوّرة، وهناك التقى بأكبر شيوخة الإمام مالك بن أنس، ثمَّ سافر إمامنا الشافعيّ رحمه الله الى اليمن، وقيل أنَّه عمل بها وقد كان فقير الحال، ثمَّ انتقل الإمام الشافعيّ رحمه الله تعالى إلى بغداد، فسمع من محمّد بن الحسن الشيبانيّ رحمه الله، ودرس الفقه الحنفيّ في بغداد موطن الأحناف، فجمع بذلك الفقه الحنفيّ والمالكيّ، وفي بغداد جلس إليه الإمام أحمد بن حنبل صاحب المسند، وهو من تلاميذ الإمام الشافعيّ، فتعلَّم وحدّث عنه، ثمّ عاد بعدها إلى مكّة المكرمة، وقيل أنَّه سافر إلى بغداد مرَّة أخرى ، وإلى مصر أيضاً.

أمَّا عن وفاة الإمام الشافعي: وقع الإمام الشافعيّ في محنة، وذلك بسب تأليفة كتاباً بيّن فيه ما اختلف فيه مع الإمام مالك رحمه الله، فتعرَّض بعده للهجوم من قبل طلَّاب مالك، وقيل ضرب إمامنا حتى مات رحمه الله تعالى، وكان ذلك سنة 204 للهجرة، الموافق للميلاد سنة820 .

قصة قصيدة ” نعيب زماننا “:

أمَّا عن مناسبة هذه القصيدة: لم يكتب الشافعي هذه القصيدة ذات المعاني العميقة من دون سبب بل أنّه أراد أنْ يبين للناس واقع نرأهُ في كل العصور والإزمان وفي جميع الأجيال حيث أنَّ معظم الناس في مجتمعاتنا وفي المجتمعات القديمة والتي ستأتي دائماً تلوم الزمن على تغير الناس وأخلاقهم ومواقفهم وكرههم لبعضهم وأنانيتهم وقطع الأرحام.

فنرى البعض يقول: تغير الزمن! وبعضهم يقول: الله يرحم زمن أول! وغيرها من الجمل التي تتهم الزمن بالتغير، ولكنّ الحقيقة أن هذه الاتهامات للزمن باطلة وليس فيها أي قدر من صحتها، حيث أن الزمن لا يتغير بل هو كما كان فالأيام الأولى هي نفسها الأيام الأن والليالي الأولى هي نفسها ليالي الأن، الحقيقة أن نفوس الناس وطبيعتهم هي التي تغيرت وتبدلت كثيرًا لكذلك قال الشافعي هذه القصيدة:

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

فدنيانا التصنُّع والترائي
ونحن به نخادع من يرانا

وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ
وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا

لبسنا للخداع مسوك ضأن
فويل للمغير إذا أتانا

المصدر: كتاب " مجنون ليلى " تأليف أحمد شوقيكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعود


شارك المقالة: