نبذة عن حسان بن ثابت:
هو حسان بن ثابت الأنصاري، صحاب وشاعر من الأنصار، وهو شاعر الرسول صل الله عليه وسلم، ومن أهل المدينة المنورة، ولد في المدينة المنورة في عام خمسون قبل الهجرة، وتوفي بين عامي خمسة وثلاثون وأربعون للهجرة، وكان ذلك في فترة خلافة علي بن أبي طالب.
قصة قصيدة وإن سنام المجد من آل هاشم:
أما عن مناسبة قصيدة “وإن سنام المجد من آل هاشم” فيروى بأن أبو سفيان بن الحارث وهو أخو الرسول في الرضاعة وابن عمه قد قال في الرسول صل الله عليه وسلم شعرًا، وعندما وصل هذا الشعر إلى الرسول شقّ عليه، فبعث في طلب عبد الله بن رواحه، وعندما أتاه استنشده الرسول، فأنشده، فقال له: أنت شاعر كريم، ثم بعث في طلب كعب بن مالك، وعندما أتاه استنشده هو الآخر، فأنشده.
فقال له الرسول: أنت تحسن صفة الحرب، ثم بعث في طلب حسان بن ثابت، وعندما أتاه قال له: أجب عني، فقال له حسان بن ثابت: والذي بعثك بالحق يا رسول الله إني لا أحب أن لي مقولا في معد، ولو أن هنالك لسانًا شق الشعر وقطع الشعر لقطعه، ثم طلب من الرسول أن يهجو با سفيان، فقال له الرسول: كيف وبيني وبينه الرحم التي قد علمت؟، فقال له حسان بن ثابت: أسلك منه كما تسل الشعرة من العجين، فأخبره الرسول بأن يذهب إلى أبي بكر الصديق فهو من أعلم الناس بأنساب قريش، وباقي العرب.
فتوجه حسان بن ثابت إلى أبي بكر، وأخبره بخبر أبي سفيان، فلخص له أبو بكر نسب النبي صل الله عليه وسلم، ونسب أبو سفيان، فأنشد حسان بن ثابت قائلًا:
وَإِنَّ سَنامَ المَجدِ مِن آلِ هاشِمٍ
بَنو بِنتِ مَخزومٍ وَوالِدُكَ العَبدُ
وَما وَلَدَت أَفناءُ زُهرَةَ مِنكُمُ
كَريماً وَلَم يَقرَب عَجائِزَكَ المَجدُ
وَلَستُ كَعَبّاسٍ وَلا كَاِبنِ أُمِّهِ
وَلَكِن هُجَينٌ لَيسَ يورى لَهُ زَندُ
وبذلك قام حسان بن ثابت بهجو أبا سفيان ولكنه لم يمس نسب الرسول به حيث قام بهجوه من جهة أمه، وعندما وصل شعره إلى أبو سفيان، قال: إن هذا الشعر لم يغب عنه أبو بكر.