قصة قصيدة والحصن صبت عليه داهية

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة والحصن صبت عليه داهية

أمّا عن مناسبة قصيدة “والحصن صبت عليه داهية” فيروى بأن أحد ملوك اليونان قام ببناء حصن، وسمى هذا الحصن بالثرثار، وقد امتاز هذا الحصن بأنه ليس له باب يمكن أن يراه أحد، وبسبب ذلك كان كل ملك يقوم بغزو هذا الملك وهو في حصنه، يعود إلى دياره خائبًا، من دون أن يستطيع تحقيق أي شيء.

وفي يوم من الأيام قام ملك يدعى سابور ذو الأكتاف، وهو ملك فارس، بغزو هذا الحصن، وبقي أشهرًا عديدة وهو يحاصر هذا الحصن، من دون أن يستطيع تحقيق أي شيء، وبعد شهور من الحصار وفي يوم صعدت ابنة ملك اليونان على قمة الحصن، فرأت ملك الفرس، وعندما رأته وقعت في غرامه، فقد كان صاحب وجه حسن، فبعثت إليه مع إحدى جواريها بأنه إن ضمن لها بأن يتزوج منها، وأن يفضلها على بقية نسائه، فسوف تدله على طريق الدخول إلى الحصن، فوعدها بأن يفعل ذلك، فبعثت له بأن ينثر التبن خارج الحصن، ويجعل الرجال يتبعون الأثر حتى يجدوا مدخل الحصن، ففعل كما قالت له، ووجد مدخل الحصن، وكانت ابنة الملك قد جلست مع أبيها، وأسقته الخمر حتى ذهب عقله، فلم يشعر هو وأهل الحصن بأن ملك الفرس قد دخل إلى الحصن، وأصبح بينهم.

واستطاع ملك الفرس أن ينتصر على جيش ملك اليونان، وتمكن من قتله، ومن ثم تزوج من ابنة الملك، وفي أول ليلة لها عنده لم تستطع النوم، وهي تتقلب من جنب إلى جنب طوال الليل، فأفاق عليها، وقال لها: ما بك لم تنامي؟، فقالت له: إني لا أستطيع النوم على فراشك هذا، فقال لها: ولم ذلك، فوالله ما نام أحد من الملوك على فراش أنعم من هذا، ولا ألين منه.

وعندما استيقظ في الصباح، وجد ورقة على الفراش، ووجد بأن قدم زوجته تنزف في المكان الذي لمستها فيها الورقة، فقال لها: ويحك، ماذا كان والدك يطعمك؟، فقالت له: المخ والزبد والشهد والبلح، وأفضل الخمر، فقال لها: والله إني لست مبقيك بعد أن قتلت والدك وقومه، وحالك كانت كما تقولين، وأمر بحصانين، وربطها بهما، ونفرهما عن بعضهما، حتى قطعت إلى نصفين، وفي خبر ذلك يقول عدي بن زيد:

والحصن صبّت عليه داهيةٌ
من قعره أيد مناكبها

من يعد ما كان وهو يعمره
أرباب ملك جزل مواهبها

نبذة عن عدي بن زيد

هو عدي بن زيد العبادي التميمي، شاعر نصراني من أهل الحيرة، وكان داهية من دهاة العصر الجاهلي.

المصدر: كتاب "مروج الذهب" تأليف المسعوديكتاب "أخبار النساء" تأليف ابن الجوزي كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: