نقص عليكم اليوم خبر البراض الكناني وفتكه، وما حصل له مع النعمان بن المنذر عندما أراد النعمان أن يبعث إبل له إلى سوق عكاظ.
من هو قائل القصيدة؟
هو شاعر غير معروف من العصر الجاهلي، لم يذكر اسمه في كتب التاريخ بسبب قلة خبره وشعره.
قصة قصيدة والفتى من تعرفته الليلة
أما عن مناسبة قصيدة “والفتى من تعرفته الليلة” فيروى بأن البراض بن رابع الكناني كان من فتاك العرب في العصر الجاهلي، وقد خلعه قومه بسبب كثرة شره، وكان من شدة فتكه يضرب المثل به، فكان يقال: أفتك من البراض، وقد أنشد أحد الشعراء في شدة فتكه قائلًا:
والفتى من تعرّفته الليلة
فهو فيها كالحّية النضناض
كلّ يوم له بصرف الليالي
فتكةٌ مثل فتكة البرّاض
يصف الشاعر في هذا البيت فتك رجل من الرجال، ويشبهه بفتك البراض الكناني، كونه كان من أفتك الرجال في زمانه.
وفي يوم من الأيام توجه صوب الملك النعمان بن المنذر، وكان الملك يرسل في كل عام قافلة إلى عكاظ بين نخلة والطائف، فتباع في ذلك السوق، وفي عام من الأعوام كان الملك في مجلسه وعنده البراض ورجال آخرون، فقال: من يحمي لي قافلتي هذا العام حتى تصل إلى عكاظ؟، فقال له ابن رابع: أنا أحميها من كنانة، فقال له الملك: لا بل أريد من يحميها من قبيلتي كنانة وقيس، فقال له رجل من الحاضرين يقال له عروة: أنا أحميها منهم، فغضب البراض وقال له: أتحميها من كنانة؟، فقال له عروة: نعم، ومن الناس كلهم، فدفعها إليه الملك، وخرج بها، فلحق به ابن رابع، وتربص بها حتى وصل إلى واد بجانب ديار عروة، ووثب عليه وقتله، وساق إبله، وتوجه وصب خيبر.