قصة قصيدة وسدت بهارون الثغور فأحكمت

اقرأ في هذا المقال


مروان بن أبي حفصة هو مروان بن أبي حفصة سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأموي، وهو واحد من الشعراء ذوي الطبقة العالية، أدرك العصر العباسي والعصر الأموي، واتصل بالعديد من الخلفاء، ومدحهم.

قصة قصيدة وسدت بهارون الثغور فأحكمت

أما عن مناسبة قصيدة “وسدت بهارون الثغور فأحكمت” فيروى بأن أمير المؤمنين الخليفة العباسي هارون الرشيد كان يحب أن يمدحه الشعراء، وكان يفضل أن يكون الشاعر من الشعراء فصيحي اللسان، وممن يحبون أن يجزل عليهم الخليفة بالعطايا والهدايا، وفي يوم من الأيام أراد أن يسمع مدحًا فيه.

فبعث أحد غلمانه في طلب الشاعر مروان بن ابي حفصة، فتوجه الغلام إلى بيت الشاعر، وطرق عليه بابه، فخرج إليه مروان بن أبي حفصة، فرد عليه الغلام السلام، وأخبره بأن أمير المؤمنين يطلبه، ففرح مروان بذلك كثيرًا، ودخل إلى منزله، وارتدى أفضل ما عنده من ثياب، وتعطر بأجمل الروائح، وخرج مسرعًا إلى قصر الخليفة، ووقف على باب مجلسه، واستأذن للدخول، وعندما أذن له الخليفة بالدخول، دخل إليه ووقف بين يديه، وسلم عليه بأفضل السلام، فأمره الخليفة بالجلوس، وعندما جلس مروان أخذ يتحدث إلى الخليفة، ومن ثم أنشده قائلًا:

وَسُدَّت بِهارونَ الثُغورُ فَأُحكِمَت
بِهِ مِن أُمورِ المُسلِمينَ المَرائِرُ

وَما اِنفَكَّ مَعقوداً بِنَصرٍ لِواؤُهُ
لَهُ عَسكَرٌ عَنهُ تشَظّى العَساكِرُ

وَكُلُّ مُلوكِ الرومِ أَعطاهُ جِزيَةً
عَلى الرَغمِ قَسراً عَن يَدٍ وَهوَ صاغِرُ

لَقَد تَرَكَ الصَفصافَ هارونَ صَفصَفاً
كَأَنَّ لَم يُدَمِّنهُ مِنَ الناسِ حاضِرُ

أَناخَ عَلى الصَفصاف حَتّى اِستَباحَهُ
فَكابَرَهُ فيها أَلَجُّ مُكابِرُ

إِلى وَجهِهِ تَسمو العُيونُ وَما سَمَت
إِلى مِثلِ هارونَ العُيونُ النَواظِرُ

تَرى حَولَهُ الأَملاكَ مِن آلِ هاشِمٍ
كَما حَفَّتِ البَدرَ النُجومُ الزَواهِرُ

يَسوقُ يَدَيهِ مِن قُرَيشٍ كِرامُها
وَكِلتاهُما بَحرٌ عَلى الناسِ زاخِرُ

إِذا فَقَدَ الناسُ الغَمامَ تَتابَعَت
عَلَيهِم بِكَفَّيكَ الغُيومُ المَواطِرُ

عَلى ثِقَةٍ أَلقَت إِلَيكَ أُمورَها
قُرَيشٌ كَما أَلقى عَصاهُ المُسافِرُ

أُمورٌ بِميراثِ النَبِيِّ وَليتَها
فَأَنتَ لَها بِالحَزمِ طاوٍ وَناشِرُ

ففرح الخليفة بما سمعه من شعر، وأمر لمروان بن أبي حفصة بخمسة آلاف دينار، ومن ثم كساه خلعته، وأمر له بعشرة من عبيد الروم، وأمر رجاله بأن يحملوه إلى بيته على مركبه الخاص.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: