نروي لكم اليوم ما كان من أمر الصحيفة التي كتبها كبار قريش، وقاطعوا فيها بني هاشم وبني المطلب.
من هو أبو طالب؟
هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، عم رسول الله صل الله عليه وسلم.
قصة قصيدة وقد كان في أمر الصحيفة عبرة
أما عن مناسبة قصيدة “وقد كان في أمر الصحيفة عبرة” فيروى بأن قريش قد أجمعوا على قتل رسول الله صل الله عليه وسلم، ولكن أبو طالب حينما علم بخبر ذلك جمع بني هاشم وأخبرهم بتلك المكيدة، فقرروا أن يخرجوا إلى شعب بمكة، فاجتمع كبار قريش وأقروا على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب، وكتبوا في تلك صحيفة العديد من لبنود التي تضمنت عدم الزواج منهم، وعدم البيع والشراء منهم، وعدم مخالطتهم بالإضافة إلى بنود أخرى، وكتبوها وعلقوها على باب الكعبة.
وأقام بنو هاشم ومعهم الرسول ثلاث سنين، فأرسل الله تعالى إلى تلك الصحيفة الأرضة، فأكلت كل ما فيها إلا اسم الله، فجاء جبريل إلى الرسول وأعلمه بذلك، فأخبر الرسول عمه أبو طالب، الذي توجه إلى الحرم، واجتمع حوله جمع من قريش، فأخبرهم بما أخبره به الرسول صل الله عليه وسلم، ومن ثم قال لهم: إن كان صادقًا علمتم بأنكم لنا ظالمون، وإن كان كاذبًا علمنا أنكم على حق، فقاموا إليها وأحضروها، ووجدوها كما أخبرهم، فقال لهم: لقد تبين لكم أنكم ظلمتمونا وقاطعتمونا، فنكسوا رؤوسهم، ثم قالوا: إنما أتيتمونا بالسحر والبهتان، وأنشد أبو طالب في أمر تلك الصحيفة قائلًا:
وقد كان في أمر الصحيفة عبرةٌ
متى ما يخبّر غائب القوم يعجب
يقول أبو طالب بأن في أمر الصحيفة عبرة، يتعجب منه كل من رآه ومن لم يراه.
محا الله منهم كفرهم وعقوقهم
وما نقموا من ناطق الحقّ معرب
فأصبح ما قالوا من الأمر باطلاً
ومن يختلق ما ليس بالحقّ يكذب