قصة قصيدة وقلت لفتيان كرام ألا انزلوا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وقلت لفتيان كرام ألا انزلوا

أمّا عن مناسبة قصيدة “وقلت لفتيان كرام ألا انزلوا” فيروى بأن امرؤ القيس كان في يوم من الأيام في أحد أسفاره، وبينما هو في طريقه إلى وجهته، أصابه هوه ومن معه شيئًا من الجوع، فنزلوا لكي يتناولون الطعام، ولكي يستريحون من مشقة السفر، وقاموا بنصب ما يشبه الخيمة لكي يتسترون بها، ويقوا أنفسهم من المطر الذي كان يهطل في تلك الساعة، وبدأ الرجال بشوي اللحوم، وعندما انتهوا أخذوا يأكلون، حتى شبعوا، وبعد أن شبع القوم لم يجدوا معهم ما يغسلون فيه أيديهم، فأخذوا يمسخون أيديهم بأعراف الخيول، فنظر امرؤ القيس وإذ بحيوان وحشي على مقربة منهم، وينظر إليهم، فأنشد في هذا الحيوان، وفي حاله هو وأصدقائه، قائلًا:

وقلت لفتيان كرام: ألا انزلوا
فعالوا علينا فضلَ ثوبٍ مطنَّب

وأوتاده مازيَّة، وعماده
رُديْنيَّة فيها أسنَّة قُعْضب

وأطنابه أشطانُ خوصٍ نجائبٍ
وصهوتُه مِن أتحميٍّ مُشَرْعب

فلمَّا دخَلْناه أضفنا ظهورَنا
إلى كلِّ حاريٍّ جديدٍ مُشَطَّب

فظلَّ لنا يومٌ لذيذ ونَعمة
فقُلْ في مقيلٍ نحسُه متغيِّب

كأنَّ عيونَ الوحش حول خبائِنا
وأرْحُلنا الجَزْعُ الذي لم يُثقَّبِ

نمشُّ بأعرافِ الجياد أكُفَّنا
إذا نحن قُمْنا عن شواءٍ مُضهَّب

إلى أن تروَّحْنا بلا متعنّت
عليه كسيِّدِ الرَّدهةِ المتأوِّب

حتى وصل إلى قوله:

وراح كتيس الربل ينغِص رأسه
أذاةً به من صائك متحلب

حبيب إلى الأصحاب غير مُلعَّن
يفدُّونه بالأمهات وبالأب

فيومًا على بُقْع دِقاق صدوره
ويومًا على سُفْع المدافع ربرب

كأن دماء الهاديات بنحره
عُصارة حناء بشيب مخضب

وأنت إذا استدبرته سد فرجَه
بضافٍ فوَيْقَ الأرض ليس بأصهب

نبذة عن امرؤ القيس

هو جندح بن حجر بن الحارث الكندي، لقب بامرئ القيس، وهو أحد أشهر الشعراء على مر العصور، عاش في العصر الجاهلي، وهو فارس وشاعر، وأحد أصحاب المعلقات السبعة، ولد في كندة في نجد في شبه الجزيرة العربية، في عام خمسمائة ميلادي، وتعلم الشعر من خاله عدي بن ربيعة المهلهل، حتى اتقنه، فأصبح يتشبب بالنساء، وصاحب الصعاليك، فطرده أباه إلى حضرموت في اليمن، وبقي هنالك حتى قتل أباه، فعاد يأخذ ثأره، وتوفي في عام خمسمائة وأربعون في أنقرة.


شارك المقالة: