قصة قصيدة وكنت كذئب السوء لما رأى دما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وكنت كذئب السوء لما رأى دما

أمّا عن مناسبة قصيدة “وكنت كذئب السوء لما رأى دما” فإن الذئب هو أحد الحيوانات المعروفة عند العرب بكونه ضاريًا وكاسرًا من الكواسر، وعلى مدار التاريخ كان عدوًا لدودًا لرعاة الأغنام، فقد فجع العديد منهم في أسمن أغنامهم وكباشهم، وهو يعيش في الغابات والسهول والمناطق الجبلية، ويعيش أيضًا في الوديان وفي البراري، ومن المعروف عنه بأنه لا يخرج لوحده للافتراس، بل يخرج في جماعات عندما يحل الظلام، ولا يخرج إلى الصيد إذا كان الظلام حالك، بل يفضل الخروج للصيد في الليالي المقمرة.

ولقد عرف العرب عنه نهمه وشراهته، وحبه للأكل فقالوا في هذا المعنى: “أجوع من ذئب”، وكذلك قالوا: “رماه الله بداء الذئب” أي رماه الله بالجوع، كما أن العرب يزعمون بأنه شديد الاحتراس، وبأنه حينما ينام يبدل بين عينيه، فتكون إحداهما نائمة مغلقة، وتكون الأخرى مفتوحة تحرسه، وفي هذا المعنى يقول حميد بن ثور الهلالي:

يَنامُ بإِحدى مُقلَتيهِ وَيتّقي
بأُخرى الأَعادي فَهوَ يَقظانُ هاجِعُ

إِذا قام أَلقى بوعَه قدرَ طولِهِ
وَمدَّد مِنهُ صُلبَه وَهوَ بائِعُ

كما أنّه معروف عند العرب بخبثه وغدره وسوء طبعه، لأنه لا يتردد للحظة عن قتل ذئب آخر، حتى ولو كان هذا الذئب من قطيعه، وخاصة إن رآه جريحًا أو في حالة ضعف، ولهذا قال الفرزدق لأحد أصدقائه لأنه خانه قائلًا:

وَكُنتَ كَذِئبِ السوءِ لَمّا رَأى دَماً
بِصاحِبِهِ يَوماً أَحالَ عَلى الدَمِ

لَقَد خُنتَ قَوماً لَو لَجَأتَ إِلَيهِمِ
طَريدَ دَمٍ أَو حامِلاً ثِقلَ مَغرَمِ

لَأَلفَيتَ فيهِم مُطعِماً وَمُطاعِناً
وَراءَكَ شَزراً بِالوَشيجِ المُقَوَّمِ

لَكانوا كَرُكنٍ مِن عَمايَةَ مِنهُمُ
مَنيعِ الذُرى صَعبٍ عَلى المُتَظَلِّمِ

فَلا شَرِبوا إِلّا بِمِلحٍ مُزَلَّجٍ
وَلا نَسَكوا الإِسلامَ إِن لَم تَنَدَّمِ

نبذة عن الفرزدق

هو أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، وهو شاعر عربي من شعراء العصر الأموي، ولد في مدينة البصرة في العراق في عام ثمانية وثلاثون للهجرة، اشتهر بشعر المدح والفخر وشعر الهجاء، مدح الخلفاء الأمويين في الشام، وبينه وبين الجرير نقائض.

توفي الفرزدق في عام مائة وعشرة للهجرة في البصرة.


شارك المقالة: