قصة قصيدة ولقد علمت بأن قصرى حفرة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ولقد علمت بأن قصرى حفرة

اعتاد الصالحون قبل أن يموتوا أن يدعوا أبنائهم إلى جوارهم، ويجلسونهم معهم، وينصحونهم، وكانوا يرجون من ذلك أن يدلوا أبنائهم إلى الطريق الصحيح، ومن أشهر نصائح الأباء لأبنائهم هي نصيحة لقمان لابنه، وعلى الرغم من أن نصيحة شاعرنا عبدة بن الطبيب لابنه ليست بتلك الشهرة كنصيحة لقمان لابنه، إلا أنها من النصائح الجيدة التي يجب علينا الاقتداء بها، وإليكم قصة هذه القصيدة.

وأما عن مناسبة قصيدة “ولقد علمت بأن قصرى حفرة” فيروى بأن عبدة بن الطبيب عندما كبر في العمر، ومرض المرض الذي مات بسببه، وعلم بأنه مفارق لا محالة، قام في يوم من الأيام بدعوة أبناءه، وعندما أتوه، أجلسهم بجواره، وأخذ ينصحهم، ومن بعد ذلك أنشدهم قصيدته التي قال فيها:

ولقد علمت بأن قصرى حفرة
غبراء يحملني إليها شرجع

يقول الشاعر في هذا البيت بأنه يعلم بأن آخر أمره ومأواه هو حفرة في الأرض، سوف يحمل إليها على سرير الميت، ويوضع فيها.

فبكى بناتي شجوهن وزوجتي
والأقربون إليَّ ثم تصدعوا

وفي هذا البيت يقول الشاعر بأن زوجته وبناته الأقارب سوف يبكون عليه، وسوف يستمروا بالبكاء عليه، ومن بعد أن ينتهوا من البكاء سوف يتفرقوا، ومن بعد ذلك سوف يُنسى أمره.

وتركت في غبراء يكره وردها
تسفي عليّ الريح حين أودع

وفي هذا البيت يقول الشاعر بأنهم سوف يتركوه في القبر الذي تهب الريح من فوقه، فتحمل شيئًا من ترابه بعد أن يغادر الناس من عنده.

فإذا مضيت إلى سبيلي فابعثوا
رجلًا له قلب حديد أصمع

إن الحوادث يخترمن وإنما
عمر الفتى في أهله مستودع

يسعى ويجمع جاهدًا مستهترا
جدا وليس بآكل ما يجمع

حتى إذا وافَى الحمام لوقته
ولكل جنب لا محالة مصرع

نبذوا إليه بالسلام فلم يجب
أحدا وصم عن الدعاء الأسمع

نبذة عن الشاعر عبدة بن الطبيب

عبدة بن الطبيب أو الطيب وهو يزيد بن عمرو بن علي من بني عبد شمس من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وهو شاعر مخضرم من شعراء العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، أدرك الإسلام وأسلم، اشترك بالفتوحات الإسلامية.


شارك المقالة: