قصة قصيدة ولله مسؤولا نوالا ونائلا
أمّا عن مناسبة قصيدة “ولله مسؤولا نوالا ونائلا” فيروى بأنّه في يوم من الأيام ضاقت الدنيا على عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وقرر أن يذهب إلى مجاشع بن مسعود السلمي، على الرغم من العداوة التي كانت موجودة يومها بين قبيلة عمرو وبين قبيلة سليم، وكان ذلك في العصر الجاهلي، فخرج عمرو من منزله وتوجه صوب البصرة، وعندما وصل إلى البصرة، توجه صوب منزل مجاشع بن مسعود، واستأذن للدخول إلى مجلسه، فأذن له، فدخل إليه ووقف بين يديه.
وعندما وقف عمرو بن معد بين يدي مجاشع، رد عليه السلام، فأجابه مجاشع بن مسعود السلمي سلامه بأفضل منه، ومن ثم قال له: اذكر حاجتك، فقال له عمرو بن معد: حاجتي الصلة منك، فأمر له مجاشع بصلة، وهي عشرة آلاف درهم، كما أمر له بفرس من بنات الغبراء، وهي خيل أصيلة عنده يحبها ويتفاخر فيها، وأعطاه أيضًا سيفًا من أفضل سيوفه، وأمر له بدرع حصين، وأمر له بغلام خباز، فأخذ عمرو بن معد كل ذلك، وشكره جزيل الشكر، ومن ثم انصرف من مجلسه وهو فرح بما وصله به.
وبعد أن خرج عمرو من مجلسه، سأله بعض أهل المدينة عن مجاشع، قائلين: كيف رأيت صاحبك؟، فقال لهم: لله در بني سليم، ما أصعب مواجهتهم في الحروب، وما أكرمهم في العطاء إن وهبوا، وما أثبت في المكرمات بنائهم، والله يا بني سليم إنا قد قاتلناكم فيما سبق فما أجبناكم، وقد قمنا بهجاء أفضل رجالكم، فما استطعنا أن نقحمهم، وقد طلبنا منكم وسألناكم فما أظهرتم لنا بخلًا، ثم أنشد قائلًا:
ولِلَّهِ مَسؤولاً نَوَالاً ونائلاً
وصاحبَ هَيجا يومَ هَيجا مُجاشِعُ
نبذة عن عمرو بن معد يكرب
هو عمرو بن معد يكرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدي، وهو فارس من أهل اليمن، وله الكثير من الغزوات المشهورة، غادر اليمن وتوجه صوب المدينة المنورة في العام التاسع للهجرة، مع بني زبيد، وأسلم هو ومن كان معه، وبعد أن توفي الرسول صل الله عليه وسلم، ارتد عن الإسلام، ولكنه عاد بعدها وأسام، وشهد معركتي اليرموك والقادسية.