قصة قصيدة - وما أنس لا أنس يوم المغار

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “وما أنس لا أنس يوم المغار”:

أمَّا عن قصة قصيدة “وما أنس لا أنس يوم المغار” كانت قبيلة بنو كلاب من القبائل الكبيرة في منطقة الشام وعندما قام سيف الدولة الحمداني بإخراج القبائل من منطقة الشام استثنى من ذلك قبيلة بني كلاب، ولكنهم بعد ذلك بدأوا يعوثون خرابًا في منطقتهم فكانوا يغيرون على القبائل الأخرى وكانوا يقطعون الطريق على الحجاج ويهاجموهم ويسلبونهم وينهبون كل ماكانوا يحملون معهم.

ووصل خبر ذلك إلى سيف الدولة الحمداني فخرج في طلبهم هم ومن والاهم، فلحقهم جماعة من بني نمير يرأسها فارس يدعى “مماغث” وكانوا يريدون قتاله، ولكنه انتصر عليهم فخرجت عليه إبنة مماغث وكانت فائقة الجمال فشبهت بالشمس الطالعه وكانت حافية القدمين ودخلت على سيف الدولة الحمداني لكي يعفو عن ابيها فعفا عنه وعن جميع من كان معه وأمر برد جميع ماأخذ.

فكتب اليه أبو فراس الحمداني هذه الأبيات مداعبًا له وقال:
وَما أَنسَ لا أَنسَ يَومَ المَغارِ
مُحَجَّبَةً لَفَظَتها الحُجُب

دَعاكَ ذَوُوها بِسوءِ الفِعالِ
لِما لاتَشاءُ وَما لاتُحِب

فَوافَتكَ تَعثُرُ في مَرطِها
وَقَد رَأَتِ المَوتَ مِن عَن كَثَب

وَقَد خَلَطَ الخَوفُ لَمّا طَلَعتَ
دَلَّ الجَمالِ بِذُلِّ الرُعُب

تُسارِعُ في الخَطوِ لاخِفَّةً
وَتَهتَزُّ في المَشيِ لامِن طَرَب

فَلَمّا بَدَت لَكَ دونَ البُيوتِ
بَدا لَكَ مِنهُنَّ جَيشٌ لَجِب

فَكُنتَ أَخاهُنَّ إِذ لا أَخٌ
وَكُنتَ أَباهُنَّ إِذ لَيسَ أَب

كما قال أيضاً:

وَما زِلتَ مُذ كُنتَ تَأتي الجَميلَ
وَتَحمي الحَريمَ وَتَرعى النَسَب

وَتَغضَبُ حَتّى إِذا مامَلَكتَ
أَطَعتَ الرِضا وَعَصَيتَ الغَضَب

فَوَلَّينَ عَنكَ يُفَدَّينَها
وَيَرفَعنَ مِن ذَيلِها ما اِنسَحَب

يُنادينَ بَينَ خِلالِ البُيوتِ
لا يَقطَعِ اللَهُ نَسلَ العَرَب

أَمَرتَ وَأَنتَ المُطاعُ الكَريمُ
بِبَذلِ الأَمانِ وَرَدِّ السَلَب

وَقَد رُحنَ مِن مُهَجاتِ القُلوبِ
بِأَوفَرِ غُنمٍ وَأَغلى نَشَب

فَإِن هُنَّ يا اِبنَ السَراةِ الكِرامِ
رَدَدنَ القُلوبَ رَدَدنا النَهَب

حياة أبو فراس الحمداني:

وأمَا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو أبو فارس الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الرَّبعي، يعد شاعرًا من شعراء العصر العباسي وأيضاً أميرًا وفارساً شجاعًا، كان أبو فراس الحمداني يتحلى بعدة صفات ومنها: الصبر الشديد، قائلاً للحق، وحافظ للسر.


شارك المقالة: