قصة قصيدة - وما ذنب أعرابية قذفت بها

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “وما ذنب أعرابية قذفت بها”:

أمَّا عن قصة قصيدة “وما ذنب أعرابية قذفت بها” يحكى أن أحد خلفاء بني العباس خرج هو ومجموعة من حاشيته في رحلة للصيد وبينما هم في هذه الرحلة أضلو الطريق وبقوا تائهون لأيام عدة وبينما هم كذلك وجدوا قبيلة ودخلوا عليها ضيوفًا عند زعيمها وبقوا عندهم لمدة طويلة لما رأوا عندهم من كرم وحسن ضيافة لهم، وبينما كان الخليفة عندهم رأى إحدى الفتيات وكانت شديدة الجمال فأعجب بها أحبها وذهب الى شيخ القبيلة وحدثه عنها وأنه يريد الزواج منها. فذهبوا لعند أبيها وطلبوها منه ففرح ووافق على ذلك وكانت هي قد أحبته عندما رأته ففرحت فرحًا عظيمًا.

وعاد الخليفة إلى قصره وأعد نفسه للزواج وسافر هو ومن معه وأخذوها من عند أهلها وعاد بها إلى مدينته وأقام لها حفلًا لم يقم مثله في المدينة قط، وتزوجوا وسكنت في قصره وأحبت حياتها الجديدة فهي امرأة الخليفة وعندها كل ما تشتهي وكانت تحب زوجها فلم يكن ينقصها أي شيء ولكن بقي بقلبها شيء من الحنين إلى قبيلتها وحياتها السابقة، فكانت عندما تكون لوحدها تتأوه وتبكي من اشتياقها لأهلها على الرغم من ماكانت فيه من لذة ونعيم.

وذات يوم دخل أمير المؤمنين الى مخدعه فوجدها تنشد أبيتًا وتقول:

وما ذنب أعرابية قذفت بها
صروف النوى من حيث لم تك ظنت

تمنت أحاليب الرعاة وخيمة
بنجد فلم يقض لها ما تمنت

إذا ذكرت ماء العذيب وطيبه
وبرد حصاه آخر الليل حنت

لها أنة عند العشاء وأنة
سحيرًا ولولا أنَّتاها لجُنَّت

وجلس الخليفة يفكر فيما قالت زوجته وبعد فترة طلبها وقال لها لقد فكرت جليًا فيما قلتي وقررت أن تذهبي لعندهم من دون طلاق ففرحت لما قاله لها زوجها وما مرّ عليها وقت أسرّ من ذلك وزهر وجهها من تلك اللحظة فعجب الخليفة لذلك، وجهزت نفسها للسفر، وبعد فترة سافرت إلى أهلها وبعث عها الخليفة الخدم والجواري والهدايا والأموال.

وبقي الأمير يهواها وكان كلما خرج للصيد ذهب إلى قبيلتها وقضى هنالك عدة أيام مع زوجته ولكنه أبقاها عندهم ولم يعدها إلى قصره.


شارك المقالة: