قصة قصيدة وما في يديك الخير يا معن كله

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وما في يديك الخير يا معن كله:

أمّا عن مناسبة قصيدة “وما في يديك الخير يا معن كله” فيروى بأنّه في يوم من الأيام قام الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بوضع معن بن زائدة أميرًا على اليمن، وعندما استلم ابن زائدة إمارتها، أخذ أهلها يذكرون فيما بينهم أخبار كرمه، حتى أنّهم بالغوا في ذلك، فسمع أحد الأعراب بذلك، وقرر أن يأخذه إلى قصره لعله يأخذ شيئًا، وبالفعل توجه إلى قصره، ووقف على بابه، واستأذن للدخول إلى مجلسه، فأذن له، ودخل إليه ووقف بين يديه، ومدحه، ولكنه لم يحصل على جائزة، فأطال المقام على بابه لعله يحصل على جائزة، ولكن بعد أن طال مقامه من دون جدوى، قرر أن يغادر عائدًا إلى دياره، وبينما هو مغادر خرج معن بن زائدة من القصر وهو راكب على حصانه، فركض الأعرابي إليه، وامسك بزمام حصانه، وأنشده قائلًا:

ومـا في يديك الخيــر يا معــن كلــه
وفي الناس معروف وعنك مذاهب

ستدري بنـات العــم مــا قــد أتيتــه
إذا فتَّشت عند الإياب الحقــائب

فأمر معن بن زائدة أحد رجاله أن يحضر خمسة من الإبل على أن تكون من أكرم إبله وأحسنها، وأمره بأن يضع عليها حقائب مليئة بأفضل ما يوجد في المدينة من حلي من ذهب وفضة، فذهب الرجل وأحضرها وجهز الحقائب كما أمره ابن زائدة، وعاد مسرعًا، وعندما وصل أمره بأن يعطيها للأعرابي، وقال للأعرابي: هذه الإبل جزاءً مني لك على حسن شعرك، وبرًا مني لبنات عمومتك، فاذهب يا ابن أخي، وأنت إن شاء الله لفي حفظ الله، وعندما تصل إلى ديارك توجه إلى بنات عمك، وأخبرهن بأن يفتشن في الحقائب، فإنهن إن شاء الله لسوف يجدن فيهن ما يسر قلوبهن، فقال له الأعرابي: أشكرك يا مولاي على جودك وكرمك، ثم انصرف مغادرًا إلى قبيلته.

حالة الشاعر:

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الأمل في كرم معن بن زائدة، وبأنّ كرمه معروف بين الناس، والرجاء بأنْ يأخذ شيئًا منه لأنّ بنات عمه بانتظاره، وبانتظار ما سوف يأتي به من عند معن بن زائدة.


شارك المقالة: