قصة قصيدة وما هند إلا مهرة عربية

اقرأ في هذا المقال


تعتبر قصيدة “وما هند إلا مهرة عربية” من أبرز القصائد العربية التي حملت في طياتها دلالات عميقة حول الشرف والكرامة والنسب. هذه الأبيات القليلة، التي قيلت في سياق تاريخي معين، تحولت إلى رمز من رموز الفخر العربي الأصيل، وتناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل.

ما لا تعرفه عن هند بنت النعمان

أمَّا عن قائلة هذه القصيدة: فهي هند بنت النعمان ولد في القرن الخامس، عرف عنها أنّها شاعرة وكاتبة عربية مبدعة وأيضاً ذات جمال باهر وهي شاعرة تمتاز بالذكاء والحيلة وسرعة البديهة، توفية في القرن السابع.

قصة قصيدة وما هند إلا مهرة عربية 

أمّا عن مناسبة هذه القصيدة وما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تحللها بغل ” يحكى أنّ هند بنت النعمان كانت أجمل من نساء زمانها ووصل إلى الحجاج خبر جمالها فبعث إليّها لكيّ يخطبها ودفع لها أموال وفيرة وتزوج بها وقد اشترط عليه بعد الزواج مائتي ألف درهم وبعد ذلك سافر إلى بلد أبيها وهنالك أقاموا مدّة طويلة ثم رحلوا إلى العراق وأقاموا هنالك وفي يوم دخل عليها وهي تنظر إلى المرأة وتقول:

وما هند إلّا مهرة عربية
سليلة أفراس تحللها بغل

فإن ولدت فحلا فلله درها
وإن ولدت بغلا فجاء به البغل

فانصرف عنها الحجاج وقد قرر أن يطلقها وبعث عليها عبدالله ابن طاهر وأعطاهُ إليها مائتي ألف درهم وقال يا ابن طاهر طلقها بكلمي ولا تزد عليهما فذهب عبدالله بن طاهر إليها وقال لها: أوصاني الحجاج بإن أبلغكِ طلاقكِ منه وأوصاني أن أعطيكِ مائتي ألف درهم، فرد عليه هند قائلة اعلم يا ابن طاهر أنّ خلاصي من الحجاج أحُمد نفسي عليه فخذ هذا المال بشارة لك بخلاصي من كلاب بني ثقيف.

وبعد ذلك وصل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان خبر جمالها وأرسلها إليها لكي يخطبها فرسلت إليه رسالته تقول فيها بعد الثناء عليه اعلم يا أمير المؤمنين أنّ الإناء قد شرب منه كلب فلما قرأ عبد الملك هذه الرسالة ضحك وكتب إليها قائلاً إذا شرب الكلب من إناء أحدكم فاغسله سبعة مرات وإحداهنّ بالتراب فغسل الإناء يحل الاستعمال.

فقرأت رسالة أمير المؤمنين ووافقت على الزواج منه بشرط أنّ يقود الحجاج الناقة التي تركبها من بلدي إلى بلدك ويكون ماشياً حافِ القدمين فلمّا عرف عبد الملك بشرطها ضحك ووافق على ذلك وبعدها بعث إلى الحجاج وأمر بذلك فاستجاب الحجاج لأمره ولم يعارضه وبعث إلى هند يخبرها أن تجهز نفسها لكي يأخذها الحجاج إلى بيت زوجها أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان.

عندما وصل الحجاج بموكبه إلى بلد هند ركبت هند وحولها جواريها، فسار بالموكب إلى بلدي أمير المؤمنين وبقيت هند تضحك عليه مع جاريتها الهيفاء طول مسيرة الطريق، وفي أثناء الطريق قالت هند للهيفاء افتحي لي باب المحمل ففتحوا ونظرت إلى الحجاج فإذ به ينظر إليها فضحكت عليه فقال:

فإن تضحكي مني فيا طول ليلة
تركتك فيها كالقباء المفرج 

وعندما سمعت هذه الكلمات ردت عليه رداً رائعًا قائلة:

وما نبالي إذا أرواحنا سلمت
بما فقدناه من مال ومن نشب


فالمال مكتسب والعز مرتجع
إذا النفوس وقاها الله من عطب

وعندما اقتربت القافلة من بلد الأمير رمت بدينار على الأرض ونادت الحجاج وقالت له أنّه قد سقط منها درهم فنظر الحجاج إلى الأرض ولم يجد سوى دينار فقال لها إنّما هو دينار فردت عليه وقالت بل هو درهم وقال لا بل هذا دينار فردت عليه قائلة الحمد لله سقط مني درهم فعوضني الله ديناراً فخجل من تصرفها ولم يعرف كيف يرد عليها وبعد ذلك دخل بها إلى أمير المؤمنين وتزوج بها.


شارك المقالة: