قصة قصيدة وهل أنا إلا واحد من ربيعة
أمّا عن مناسبة قصيدة “وهل أنا إلا واحد من ربيعة ” فيروى بأن ليلى بنت لكيز بن مرة كانت من أجمل فتيات العرب في زمانها، وأحسنهن خصالًا، فقد كانت آية من آيات الجمال، خلقها تام، من أكثر الفتيات أدبًا، ذات عقل رزين، شاعرة من أفضل الشاعرات في زمانها، وبسبب كل ذلك فقد اشتهرت، وشاع ذكرها في كافة البلدان العربية، وتقدم لخطبتها الكثير من الشباب من خارج قومها، ولكنها كانت ترفض أن تخرج من قومها، وترغب بالزواج من البراق ابن عمها، فقد كانت تحبه، كما كان يحبها، وكان أباها كثيرًا ما يطلب منها التوقف عن رؤية ابن عمها، ولكنها على الرغم من ذلك كانت تقابله، إلا أنها صانت نفسها لكي لا تسيء لأبيها أمام العرب.
وكان أباها كثيرًا ما يتردد على رجل يقال له عمرو بن ذي صهبان، وكان عمرو ابن أحد ملوك اليمن، وكان كلما زاره أحسن ضيافته، وأكرمه خير إكرام، وعندما وصل خبر ليلى إلى عمرو، وعلم بمدى جمالها، طلبها من أباها، وقدم له العديد من الهدايا، فلم يستطع أباها أن يرفض طلبه، ووافق على أن يزوجها منه، وكان يأمل أن يعمل عمرو على التفريج عنهم في الشدائد التي هم فيها، وأن يقوم بحمايتهم من أعدائهم، وعندما وصل خبر ذلك إلى البراق حزن حزنًا شديدًا، وتوجه إلى أبيه وإخوانه وطلب منهم أن يرحلوا إلى البحرين، ففعلوا ذلك، ونزلوا على بني حنيفة.
وفي أثناء ذلك دارت حرب بين قومه وبين قبيلتين مجاورتين لها، فأتاه كل من عدي بن ربيعة وأخاه كليب، وطلبوا منه أن ينجدهم مما هم فيه، وأنشده كليب قائلًا:
إليك أتينا مستجيرين للنصر
فشمر وبادر للقتال أبا النصر
وما الناس إلا تابعون لواحد
إذا كان فيه آلة المجد والفخر
فناد تجبك الصدي من آل وائل
وليس لكم يا آل وائل من عذر
فأجابه البراق متهكما:
وهل أنا إلا واحد من ربيعة
أعز إذا عزوا وفخرهم فخري
سأمنحكم مني الذي تعرفونه
أشمر عن ساقي وأعلوا على مهري
وأدعو بني عمي جميعاً وإخوتي
إلى موطن الهيجاء أو مرتع الكر
نبذة عن البراق بن روحان
هو البراق بن روحان أسد بن بكر، من بني ربيعة، أبو نصر، أصله من اليمن ولكنه أقام في البحرين.