قصة قصيدة يا أخت ناجية السلام عليكم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا أخت ناجية السلام عليكم

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا أخت ناجية السلام عليكم” فيروى بأنه في يوم من الأيام زار الجريرالمدينة المنورة، فاجتمع مجموعة من شعراء المدينة، وتوجهوا إليه يريدون أن يسمعوا منه شعره، وكان من بينهم رجل يقال له أشعب، فدخلوا وجلسوا عنده، وبينما هم جالسون عنده قام لكي يقوم بحاجة له، فبقوا ينتظروه، ولم يغادروا، وبينما هم جالسون، إذ بشعيب مقبل من قباء على حماره، وعندما توقف قال لهم: أين الجرير؟، فقالوا له: ذهب لكي يقضي حاجة له، ومن ثم سألوه عن سبب طلبه إياه، فأجابهم بأنه يريد أن يخبره بأن الفرزدق أفضل منه شعرًا، فقالوا له: ويحك، لا تقل له هذا، وغادر من هنا، فانصرف.

وأتى الجرير، وعندها عاد الأحوص مسرعًا، ورد عليه السلام، فرد الجرير عليه سلامه، فقال له الأحوص: إن الفرزدق أشعر منك، وأفضل منك نسبًا وشرفًا، فقال جرير للحاضرين: من هذا؟، فأخبروه بأنه الأحوص، فقال له: هل أنت القائل؟:

يَقَرُّ بِعَيني ما يَقَرُّ بِعَينِها
وَأَحسَنُ شيءٍ ما بِهِ العَينُ قَرَّتِ

فقال له الأحوص: نعم، أنا، فقال له جرير: إنّه لا يقر بعينها إلا ما خبث من الأشياء، فانصرف الأحوص، وبعد أن غادر أخذ شبان المدينة يسألون الجرير عن شعره، وعن الشعراء، وكان أشعب في مؤخرة البيت، وكان يلح على جرير بأن يسأله، فقال له جرير: إنك أقبح الحاضرين، وأقلهم نسبًا، فقال له أشعب: والله إني خير منهم لك، فقال له جرير: فكيف ذلك؟، فقال له أشعب: إني أجعل شعرك جميلًا، فقال له جرير: أسمعني، فأخذ أشعب ينشد قائلًا:

يا أخت ناجية، السلام عليكم
قبل الرحيل، وقبل عذل العذل

لو كنتُ أعلم أن آخر عهدكم
يوم الرحيل ، فعلتُ ما لم أفعل

فطرب جرير لما سمع، وأخذ يزحف باتجاه أشعب حتى جلس قريبًا منه، وقال له: والله إنك قد صدقت، إنك أكثرهم فائدة لي، لقد جعلت شعري جميلًا وأجدته، أحسنت والله.

نبذة عن الجرير

هو جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي، أحد أهم الشعراء في العصر الأموي، واشتهر بشعر الهجاء، ومن أفضل قصائده في الهجاء القصيدة الدامغة.


شارك المقالة: