قصة قصيدة يا أمير المؤمنين الله سماك الأمينا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا أمير المؤمنين الله سماك الأمينا

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا أمير المؤمنين الله سماك الأمينا” فيروى بأن ربيعة الرقي قد أقام في الشام في الرقة، وكان أيامها ضريرًا، وبينما هو هنالك وصف الرقة بشعر، قال فيه:

حَبَّذا الرِقَّةُ داراً وَبَلَد
بَلَدٌ ساكِنُهُ مِمَّن تَوَد

ما رَأَينا بَلدَةً تَعدِلُها
لا وَلا أَخبَرَنا عَنها أَحَد

إِنَّها بَرِّيَّةٌ بَحرِيَّةٌ
سورُها بَحرٌ وَسورٌ في الجدَد

تُسمَعُ الصُلصُلُ في أَشجارِها
هُدهُدَ البَرِّ وَمُكّاءً غَرِد

لَم تُضَمَّن بَلدَةٌ ما ضُمّنَت
مِن جَمالَ في قُرَيشٍ وَأَسَد

وبينما هو في الرقة لم يغادرها، وصل شعره إلى أسماع جواري الخلفاء الذين كانوا في بغداد، وكن ينشدنه على مسامعهم، ومن بين هؤلاء الجواري جواري الخليفة المهدي، اللواتي أردن أن يسمعنه ينشد شعره على أسمعاهن، فأمر الخليفة المهدي أحد رجاله بالخروج من بغداد والتوجه إلى الرقة، وإحضاره إلى مجلسه، فخرج الرجل من بغداد وتوجه إلى الشام، وعندما وصل إلى الرقة، دخل على ربيعة، وكان يومها في المسجد، وأخبره بأن المهدي يطلبه، وأخذه معه، وتوجه عائدًا إلى بغداد.

وعندما وصل إلى بغداد، أدخل إلى مجلس الخليفة، ووقف بين يديه، وسلم عليه، فأمره الخليفة بالجلوس، وعندما جلس سمع صوتًا من وراء ستار، فقال للخليفة: إني أسمع صوتًا يا مولاي، فقال له الخليفة: اسكت يا ابن اللخناء، ومن ثم طلب منه أن ينشد تلك القصيدة التي قالها في الرقة، فأنشده إياها، فضحك الخليفة وضحكن الجواري، ومن ثم شكا ربيعة حمله إلى بغداد بهذه الطريقة، وطلب منه أن يعيده إلى الرقة على سبيل السرعة، قائلًا:

يا أمير المؤمنين
الله سماك الأمينا

سرقوني من بلادي
يا أمير المؤمنينا

سرقوني فاقض فيهم
بجزاء السارقينا

فقال له الخليفة: لقد أمرتهم أن يقوموا بإرسالك إلى بلادك التي منها أخذوك، ثم أمر به أن يحمل إلى الرقة في تلك الساعة.

نبذة عن ربيعة الرقي

هو ربيعة بن ثابت بن لجأ بن العيزار بن لجأ الأسدي الأنصاري الرقي، شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في عام مائة وثماني وتسعون للهجرة في الرقة في سوريا، محدث مكثر، وكان يعتني بأبياته وينقحها، إلا أنَّه مع جودة أشعاره لم يكن مشهورًا بين عامة الناس.


شارك المقالة: