قصة قصيدة يا ابن الدمينة والأخبار تحملها
أمّا عن مناسبة قصيدة “يا ابن الدمينة والأخبار تحملها” فيروى بأن ابن الدمينة كان متزوجًا من امرأة يقال لها حما، وكانت حما تقابل رجلًا يقال له مزاحم بن عمر السلولي، فكان مزاحم يأتيها كل يوم فيجلس معها، ويتحدث إليها، وعندما وصل خبر ذلك إلى زوجها ابن الدمينة منعها عن لقائه، فامتنعت، واشتد ذلك على مزاحم، فأنشد عند ذلك يذكرها قائلًا:
يا ابن الدّمينة والأخبار تحملها
وخد النّجائب تبديها وتنميها
وعندما وصل ما قال مزاحم إلى ابن الدمينة، وتعرف على العلامة التي ذكرها مزاحم في شعره، وعلم بأنه لم يذكرها إلا لأنه قد رآها، ولم يكن ليرى منها هذه العلامة إلا لو كان قد أتاها عن نفسها، فدخل على زوجته، وقال لها: لقد وصلني شعر لمزاحم فيك، وأنشدها الشعر، ولكن زوجته أنكرت ذلك، وكذبت عليه، وقالت له: والله إنه لم يرى ذلك الموضع أبدًا، فقال لها زوجها: وما الذي أعلمه بتلك العلامة التي وصفها، فقالت له: لا بد أن النساء رأينها، حيث كنت جارة لهن، فذكرنها في حديثهن، فسمعهن مزاحم.
وقد أظهر ابن الدمينة بأنه قد نسي أمر مزاحم وشعره، حتى ظن مزاحم بأن الأمر خرج من قلبه، وفي يوم من الأيام قال ابن الدمينة لزوجته: عليك أن ترسلي إليه لكي يأتيك في موضع كذا، وإن لم تفعلي ذلك لأقتلنك، فأرسلت له بكتاب قالت له فيه: إنك قد سمعت بي، ولا أريد أن تأتيني الليلة، ولكني سوف آتيك في مكان كذا، وذكرت له المكان الذي أعطاها إياه زوجها، فخرج ابن الدمينة إلى ذلك المكان، وكان معه أصحاب له، وجعلوا ينتظرون مزاحم حتى أتى، فأتى وهو يظن بأنه سوف يلقى زوجة ابن الدمينة، ولكن ابن الدمينة وأصحابه خرجوا له، ووضعوا صرة من الرمل في ثوب، وبدأوا يضربونه بها، حتى مات، وقاموا بحمله حتى وصلوا إلى ناحية من دور قومه، ووضعوه هنالك، ومن ثم غادروا، فأتى أهله، ولم يجدوا به أثر سيف أو رمح، فعلموا أن ابن الدمينة قد قام بقتله، فحملوه، وأعادوه إلى الحي، وعاد ابن الدمينة إلى بيته، وقام بقتل زوجته، وابنه.
نبذة عن مزاحم بن عمر السلولي
مزاحم بن عمرو السلولي، شاعر من شعراء العصر الأموي، اشتهرت له قصيدة في هجاء ابن الدمينة.