قصة قصيدة يا بني طاهر كلوه وبيا
أمّا عن مناسبة قصيدة “يا بني طاهر كلوه وبيا” فيروى بأن يحيى بن عمر خرج في يوم يدعو الناس إلى الانقلاب على الخليفة المتوكل، فبعث الخليفة إلى عامله في خراسان لكي يمسك به، فأمسك به وبعثه إلى الخليفة، فأمر بجلده ووضعه في السجن، فجلدوه بالسوط ووضعوه في السجن، وبعد برهة أطلق سراحه، فغادر وتوجه إلى الكوفة وأقام بها، ومن ثم انتقل إلى بغداد.
وعاد للخروج في زمن الخليفة المستعين بالله، هو وجماعة من أصدقائه في الكوفة، ونزل على بيت مالها، ولكنه لم يجد فيها سوى ألفي درهم، وسبعين ألف درهم، وقام بفتح السجون التي فيها، وأطلق سراح كل المساجين، وقام بالإمساك برجل الخليفة هنالك، وأخذ منهم أموالهم، وأخرجهم من المدينة، فازدادت قوته هنالك، وذاع صيته، فبعث محمد بن عبد الله بن الطاهر له جيشًا على رأسه عبد الرحمن بن الخطاب، واقتتلا حتى انهزم عبد الرحمن وجيشه، وعندها زادت قوته جدًا، ودخل في جماعته عدد كبير من أهل الكوفة.
وبسبب ذلك كله اجتمع جيش كبير أعده الخليفة ومحمد بن عبد الله، وتوجه الجيش إلى الكوفة، وقاتلوه هو وجيشه المتكون من عامة أهل الكوفة، والذي كان من دون سلاح، وتقاتل الجيشان حتى قُتل يحيى بن عمر، فقطعوا له رأسه وأخذوه لمحمد بن عبد الله، فأراد وضعه عند الجسر في بغداد، ولكنه لم يستطع بسبب كثرة الناس، فأمر بوضعه في خزائن السلاح.
وعندما أتوا برأسه إلى محمد بن عبد الله، دخل إليه أبو هاشم داود بن الهيثم الجعفري، وقال له: والله إن الناس يأتونك ويهنئونك بقتل رجل لو أنه قتل في زمن الرسول صل الله عليه وسلم، لأخذ له العزاء، وخرج من عنده وهو ينشد قائلًا:
يا بني طاهر كلوه وبيّا
إن لحم النبي غير مريّ
إن وتراً يكون طالبه الله
لوتر نجاحه بالحريّ
نبذة عن أبو هاشم الجعفري
هو أبو هاشم داوود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، من أهل العراق، ولد في بغداد في العصر العباسي.