قصة قصيدة يا حر أمسيت شيخا قد وهى بصري
أمّا عن مناسبة قصيدة “يا حر أمسيت شيخا قد وهى بصري” فيروى بأن تميم بن أبي بن مقبل في يوم من الأيام قرر أن يسافر لكي يقضي بعض أعمال له، وبينما هو في طريقه عطش عطشًا شديدًا، ولم يكن يملك أي ماء، فبحث عن بيت يشرب منه، ووجد بيت لرجل يقال له عصر العقيلي، فدق على الباب وطلب الماء، فخرجت له ابنتا عصر، وكان معهما وعاء فيه لبن، ولكن عندما رأته الفتاتان، وود أنه كبير في العمر أظهرتا له بعض الجفاء، وعيرتاه بهرمه وعوره، حيث كان تميم بن أبي أبي كان قد فقد واحدة من عيونه، فغضب تميم غضبًا شديدًا، ورفض أن يشرب اللبن، وغادر.
وعندما وصل الخبر إلى عصر العقيلي لحق بتميم لكي يرجعه إلى بيته، ولكنه رفض ولم يقبل، فقال له عصر: ارجع معي ولك أن أجعلهما تبديان إعجابًا بك، فرجع، وعندها أنسد قصيدة تعتبر واحدة من أفضل قصائده، قال فيها:
يَا حُرَّ أَمْسَيْتُ شَيْخاً قَدْ وَهَى بَصَرِي
وَالْتَاثَ مَا دُونَ يَوْمِ الوَعْدِ مِنْ عُمُرِي
يَا حُرَّ مَنْ يَعْتَذِرْ مِنْ أَنْ يُلِمَّ بِهِ
رَيْبُ الزَّمَانِ فَإِني غَيْرُ مُعْتَذِرِ
يَا حُرَّ أَمْسى سَوادُ الرَّأْسِ خَالَطَهُ
شَيْبُ القَذالِ اخْتِلاَطَ الصَفْوِ بِالْكَدَرِ
يَا حُرَّ أَمْسَتْ تَلِيَّاتُ الصِّبَا ذَهَبَتْ
فَلْسْتُ مِنْهَا عَلَى عَيْنٍ ولاَ أَثَرِ
قَدْ كُنْتُ أَهْدِي ولا أُهْدَى فَعَلَّمَنِي
حُسْنَ المَقَادَةِ أَنِّي فَاتَنِي بَصَرِي
كَانَ الشَّبَابُ لِحَاجَاتٍ وكُنَّ لَهُ
فَقَدْ فَرَغْتُ إلَى حَاجَاتِي الأُخَرِ
رَامَيْتُ شَيْبِي كِلاَنَا قَائِمٌ حِجَجاً
سِتِّينَ ثُمَّ ارْتَمَيْنَا أَقْرَبَ الفُقَرِ
رَامَيْتُهُ مُنْذُ رَاعَ الشَّيْبُ فَالِيَتِي
ومِثْلُهُ قَبْلُه في سَالِفِ العُمُرِ
أرْمِي النُّحُورَ فَأُشْوِيها وتَثْلِمُنِي
ثَلْمَ الإِنَاءِ فَأَغْدُو غَيْرَ مُنْتَصِرِ
في الظَّهْرِ والرَّأْسِ حَتَّى يَسْتَمِرَّ بِهِ
قَصْرُ الهِجَارِ وفي السَّاقَيْنِ كَالفَتَرِ
نبذة عن تميم بن أبي بن مقبل
هو تميم بن أبي بن مقبل بن عوف بن حُنيف بن قتيبة بن العجلان بن عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، من قبيلة قيس، ولد في نجد في الجزيرة العربية، وهو أحد شعراء العصر الجاهلي، وأدرك الإسلام وأسلم.