قصة قصيدة يا خير أسرته وإن رغموا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا خير أسرته وإن رغموا

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا خير أسرته وإن رغموا” فيروى بأن الحسين بن الضحاك ترك البصرة، وتوجه إلى بغداد، وكان ذلك في عصر الخليفة العباسي محمد الأمين، وكان الحسين رجلًا ظريفًا، حسن العشرة، وفي يوم جلس مع الخليفة، فأعجب الخليفة بظرافته، وجعله من ندمائه، ومن بعد الأمين أصبح العديد من الخلفاء العباسيين كالخليفة المعتصم بالله، والواثق بالله، والمتوكل على الله، والمنتصر بالله، ولكنه حزن حزنًا شديدًا عندما توفي الخليفة محمد الأمين، ورثاه في قصيدة وهو يبكيه قائلًا:

يا خير أُسرته وإن رغموا
إني عليك لمثبت أسف

الله يعلم أن لي كبدا
حرى عليك ومقلةً تكف

ولئن شجيت لما رزئت به
إني لأضمر فوق ما أصف

هلا بقيت لسد فاقتنا
أبداً وكان لغيرك التلف

قد كان فيك لمن مضى خلفٌ
ولسوف يعوزُ بعدك الخلف

لا بات رهطك بعد هفوتهم
إني لرهطك بعدها شنف

هتكوا لحرمتك التي هتكت
حرم الرسول ودونها السجفُ

ونبت أقاربك التي خذلت
وجميعها بالذل معترف

لم يفعلوا بالشط إذ حضروا
ما تفعل الغيرانةُ الأنفُ

تركوا حريمَ أبيهمُ نفلاً
والمحصناتُ صوارخٌ هتف

وعندما عاد الخليفة المأمون إلى بغداد، ووصله خبر الحسين منه، وبأنه كان كثيرًا ما ينظم الأشعار ضد الطاهر بن الحسين الذي كان قائد جيوش المأمون، كما وصله خبر الأشعار التي نظمها حزنًا على بغداد بعد أن ضربها طارق بالمجانيق، ولكن أكثر ما أغضبه منه هي القصيدة التي أسلفت حيث دعا عليه فيها، وعندما ذكروا له الشعراء، وذكروه معهم، قال لهم: لا أحتاج إليه في مجلسي، ولا أريده أن يرى وجهي إلا إن كان في الطريق، وبقي الحسين لا يقرب قصر الخلافة طوال فترة حكم المأمون، بل أنه قد عاد إلى البصرة.

وعندما خلف المعتصم بالله المأمون، أمر بأن يستقدمون الحسين من البصرة، وأعاده إلى القصر، وجعله من ندمائه، فأصبح يمدحه في شعره وينال منه الجوائز والعطايا.

نبذة عن الحسين بن الضحاك

هو أبو علي الحسين بن الضحاك الباهلي الملقب بالخليع، ولد في البصرة في العراق، في عام سبعمائة وتسعة وسبعون ميلادية، من ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالعديد من الخلفاء العباسيين.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: