قصة قصيدة يا سيد السادات جئتك قاصدا
أمّا عن مناسبة قصيدة “يا سيد السادات جئتك قاصدا” فيروى بأن الإمام أبو حنيفة النعمان كتب في يوم من الأيام قصيدة يمدح فيها رسول الله صل الله عليه وسلم، ولكنه لم يخبر أحد على هذه القصيدة، ولم ينشدها أمام أحد، وبعد ذلك بفترة من الزمان خرج إلى المدينة المنورة.
وعندما وصل إلى المدينة المنورة، دخل إلى أحد مساجدها، وجلس ينتظر الصلاة، وبينما هو جالس سمع المؤذن ينشد قصيدته التي لم يعرف أحد بها على المئذنة، فتعجب مما سمع، وانتظر المؤذن حتى انتهى، وتوجه إليه، وقال له: لمن هذه القصيدة التي كنت تنشد منذ قليل، فقال له المؤذن: لأبي حنيفة النعمان، فقال له أبو حنيفة: وهل تعرف من هو أبو حنيفة النعمان؟، فقال له المؤذن: لا والله، فقال له أبو حنيفة: إذن ممن أخذتها؟، فقال له المؤذن: البارحة وبينما أنا نائم، رأيت في المنام أبو حنيفة وهو ينشدها بين يدي رسول الله صل الله عليه وسلم، فحفظتها، واليوم ناجيته بها على المئذنة، فأخذ الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه يبكي، ومن ثم أخذ ينشد القصيدة قائلًا:
يا سيد السادات جئتك قاصدا
أرجو رضاك وأحتمي بحماك
والله يا خير الخلائق إن لي
قلبا مشوقا لا يروم سواك
وبحق جاهك إنني بك مغرم
والله يعلم أنني أهواك
أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ
كلا ولا خلق الورى لولاك
أنت الذي من نورك البدر اكتسى
والشمس مشرقة بنور بهاك
أنت الذي لما رفعت إلى السماء
بك قد سمت وتزينت لسراك
أنت الذي ناداك ربك مرحبا
ولقد دعاك لقربه وحباك
أنت الذي فينا سألت شفاعة
ناداك ربك لم تكن لسواك
أنت الذي لما توسل آدم
من زلة بك فاز وهو أباك
وبك الخليل دعا فعادت ناره
بردا وقد خمدت بنور سناك
وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا
صفات حسنك مادحا لعلاك
وكذاك موسى لم يزل متوسلا
بك في القيامة محتمٍ بحماك
والأنبياء وكل خلق في الورى
والرسل والأملاك تحت لواك
نبذة عن أبو حنيفة النعمان
هو أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن مرزبان الكوفي، فقيه وعالم مسلم، وهو أول الأئمة الأربعة عند اهل السنة والجماعة، ولد في الكوفة في، وتوفي في بغداد.