قصة قصيدة يا ظبية أشبه شيء بالمها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا ظبية أشبه شيء بالمها

هنالك العديد من القصائد التي ارتبط اسم الشاعر بها، ومن هذه القصائد المقصورة الدريدية التي ارتبط اسم شاعرنا ابن دريد الأزدي بها.

أما عن مناسبة قصيدة “يا ظبية أشبه شيء بالمها” فيروى بأن ابن دريد كان قد ولد في البصرة، ونشأ فيها، ولكن عندما قام الزنج بمهاجمة البصرة، وتمكنوا من قتل الرباشي، هرب منها، وانتقل إلى عمان، وأقام هنالك اثنا عشرة سنة قبل أن يعود إلى البصرة، وعندما عاد إلى البصرة ثانية أقام فيها مدة من الزمن، ومن ثم هاجر إلى بلاد فارس، وقبل أن يصل إلى بلاد الفرس نزل إلى جزيرة ابن عمر، وهنالك أصبح تحت حماية والي الأهواز عبد الله الميكالي وأبنائه، ومدحهم بقصيدته الشهيرة المسماة بالمقصورة الدريدية، والتي اقترن اسمه فيها، واقترنت هي به، حتى أصبح لا يذكر هو أو تذكر قصيدته إلا ويذكر الآخر، واشتملت هذه القصيدة على العديد من الأغراض الشعرية، فقد ابتدأها بالغزل، حيث قال:

يا ظَبيَةً أَشبَه شَيءٍ بِالمَها
تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجارِ النَقا

إِمّا تَرَي رَأسِيَ حاكي لَونُهُ
طُرَّةَ صُبحٍ تَحتَ أَذيالِ الدُجى

ومن ثم انتقل إلى الفخر بنفسه، حيث قال:

لا تَحسبَن يا دَهرُ أَنّي جازِعٌ
لِنَكبَةٍ تُعرِقُني عرقَ المُدى

يفخر الشاعر في هذا البيت بصبره وشجاعته أمام المصائب التي يمر بها.

مارَستُ مَن لَو هَوَتِ الأَفلاكُ مِن
جَوانِبِ الجَوِّ عَلَيهِ ما شَكا

وَعَدَّ لَو كانَت لَهُ الدُنيا بِما
فيها فَزالَت عَنهُ دُنياهُ سوا

لَكِنَّها نَفثَةَ مَصدورٍ إِذا
جاشَ لُغامٌ مِن نَواحيها عمى

رَضيتُ قَسراً وَعَلى القسرِ رِضى
مَن كانَ ذا سُخطٍ عَلى صرفِ القضا

ومن ثم انتقل إلى الغرض الشعري الرئيسي وهو المدح، حيث قام بمدح ابني عبد الله الميكالي، كما قام بمدح العراق وأهل العراق، وفيها قال:

حاشا الأَميرَينِ الَّلذينِ أَوفَدا
عَلَيَّ ظِلّاً مِن نَعيمٍ قَد ضَفا

هُما اللَذانِ أَثبَتا لي أَملاً
قَد وَقَفَ اليَأسُ بِهِ عَلى شَفا

تَلافَيا العَيشَ الَّذي رَنَّقَهُ
صَرفُ الزَمانِ فَاِستَساغَ وَصفا

وَأَجرَيا ماءَ الحَيا لي رَغَداً
فَاِهتَزَّ غُصني بَعدَما كانَ ذوى

هُما اللَذانِ سَمَوا بِناظِري
مِن بَعدِ إِغضائي عَلى لَذعِ القَذى

هُما اللَذانِ عَمَّرا لي جانِباً
مِنَ الرَجاءِ كانَ قِدماً قَد عَفا

وَقَلَّداني مِنَّةً لَو قُرِنَت
بِشُكرِ أَهلِ الأَرضِ عَنِّي ما وَفى

بِالعُشرِ مِن مِعشارِها وَكانَ كَال
حَسوَةِ في آذِيِّ بَحرٍ قَد طَما

نبذة عن ابن دريد الأزدي

هو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي البصري الدوسي الزهراني، شاعر من شعراء العصر العباسي.

الخلاصة من قصة القصيدة: تنقل ابن دريد الأزدي بين البصرة وعمان وبلاد فارس، وقبل أن يصل بلاد فارس نزل إلى جزيرة ابن عمر، وهنالك أصبح تحت حماية والي الأهواز عبد الله الميكالي وأبنائه، فمدحهم بقصيدة سميت بالمقصورة الدريدية.


شارك المقالة: