قصة قصيدة يا عبل إن هواك قد جاز المدى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا عبل إن هواك قد جاز المدى

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا عبل إن هواك قد جاز المدى” فيروى بأنه كان لشداد ابنة اسمها مروة، وكانت مروة متزوجة من رجل يقال له الحجاج بن مالك، وهو من بني غطفان، وفي يوم من الأيام تقدم رجل للزواج من أخت الحجاج بن مالك، فوافق عليه، وتحدد يوم الزفاف، فأتت مروة إلى حيها لكي تدعو أباها وعمها وإخوانها وأهل حيها إلى حفل الزفاف، فاستأذن أهل الحي من الملك زهير أن يحضروا حفل الزواج، وبعد أن سمح لهم اجتمعوا للمسير رجالًا ونساءً، وكانت الفتيات في الهوادج، بارزات وجوههن كأنهن البدور، والجواري سائرات من أمامهن، وكان كل العبيد سائرون على أقدامهم، ما عدا عنترة بن شداد، فهو على حصانه يسير بجانب عبلة، يتحدث إليها، وينشد فيها قائلًا:

يا عَبلَ إنَّ هَواكِ قد جازَ المَدى
وأنا المعنى فيكِ من دون الورى

يا عَبلَ حبُّكِ في عِظامي مَعَ دَمي
لمَّا جرت روحي بجسمي قدْ جرَى

وَلقد عَلِقْتُ بذَيلِ مَنْ فَخُرتْ به
عبسٌ وسيفُ أبيهِ أفنى حميرا

يا شأْسُ جرْني منْ غرامٍ قاتلٍ
أبداً أزيدُ به غراماً مسعرا

يا ساشُ لولا أنْ سلطانَ الهوى
ماضي العزيمة ِ ما تملكَ عنترا

وعندما أظلمت، وقفت القافلة بجانب غدير قريب، وتولى عنترة بن شداد الحراسة في تلك الليلة، وفي صباح اليوم التالي، وبينما كان القوم يهمون بالتحرك، أخذ الغبار يملأ الجو، وعندما انكشف ظهر ما يزيد عن المائة فارس وهم ينادون: الثأر الثأر، وكان عنترة قد قتل أخا قائدهم.

وعندما اقتربوا صرخت النساء، فنظر عنترة بن شداد إلى عبلة، ورآها وهي تبكي، فتوجه إلى أمها، وقال لها: إن رديتهم، هل تزوجيني من عبلة؟ فظنت بأنه يمازحها، وقالت له: ويحك، أبمثل هذا الوقت يكون المزاح؟، فقال لها: لا، إن وعدتني فسوف أردهم، فقالت له: دونك الخيل ولك ما تريد، فنزل في وسط الفرسان، وأخذ يقاتلهم، حتى أنزل منهم ما يزيد عن الثلاثين فارسًا، ومن ثم قاتل قائدهم، حتى طعنه في صدره، فحمله بقية الفرسان، وهربوا إلى الجبال، وعاد عنترة إلى القوم وقابلته عبلة وهي تبتسم.

نبذة عن عنترة بن شداد

هو عنترة بن شداد بن قراد العبسي، وهو أحد أشهر الشعراء في الجاهلية، ومن أصحاب المعلقات، وقد اشتهر بشجاعته.


شارك المقالة: