قصة قصيدة يا عمر الخيرات والمكارم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا عمر الخيرات والمكارم:

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا عمر الخيرات والمكارم” فيروى بأنه في يوم قام دكين بن رجاء الفقيمي عمر بن عبد العزيز، وكان يومها والي المدينة، فأمر له بخمس عشرة ناقة، فأخذها ولكنه لم يستطع أن يبيعها كونها هدية من عمر، وفي مساء اليوم التالي أتى إلى المدينة رفقة له من مضر، فسألهم أن يصحبهم، فوافقوا، ولكن على شرط أن يخرج معهم في ذلك اليوم، فأخبرهم بأنّه لم يودع الأمير، فقالوا له: إنه لا يعرض على من يطرق عليه بابه في الليل، فتوجه إليه، واستأذن للدخول، فأذن له، فدخل عليه، وكان عنده وقتها شيخان لم يستطع دكين أن يعرفهما.

وعندما دخل دكين إلى عمر بن عبد العزيز، قال له عمر: إن نفسي تواقة، فإن أصبحت في يوم في منزلة أكبر ممّا أنا فيها اليوم فسوف أكرمك خير إكرام، فقال له دكين: أتشهد لي بذلك؟، فقال له عمر: إني أشهد الله على كلامي، فقال له دكين: وأريد منك أن تشهد هذين الشيخين على ذلك، فقال له عمر: لقد أشهدتهما.

وخرج دكين من المدينة، وتوجه إلى بلاده، فطرح الله له البركة في الإبل التي أمر له بها عمر بن عبد العزيز، وفي يوم وبينما هو في الصحراء، إذ برجل على ركبه، مسرع ومتوجه إلى الشام، فأوقفه دكين، وقال له: هل من خبر من مغربة، فقال له: نعم، لقد توفي سليمان بن عبد الملك، فقال له دكين: ومن الخليفة من بعده؟، فقال له: عمر بن عبد العزيز، فعاد من فوره إلى بيته، وجهز راحلته، وخرج إلى عند الخليفة، وبينما هو في طريقه إليه، لقي جرير في الطريق، فقال له: من أين أنت آت يا أبا حزرة؟، فقال له: لقد جئت من عند أمير يمنع عن الشعراء ويعطي الفقراء، فقال له دكين: وما الذي علي فعله؟، فقال له جرير: اطلب منه أن يعطيك من مال ابن السبيل، كما فعلت أنا.

فأكمل دكين مسيره، وسار حتى وصل إلى عمر بن عبد العزيز وهو جالس على كرسي، والناس محيطون به، ولم يستطع أن يقترب منه، فنادى بأعلى صوته:

يا عُمَرَ الخَيراتِ والمكارمِ
وعُـمـرَ الدسـائعِ العـظائمِ

إني امرُؤٌ من قَطَنِ بنِ دارِمِ
أطـلبُ ديْـنـي مـن أخٍ مُكارم

أسـدُّ حـقّ المُـسْـلم المُسالم
بَيْعَ يمينٍ بالإخاءِ الدائم

إذ نَنْتَجي واللهُ غيرُ نائم
في ظُلمةِ الليلِ وليلِ عاتم

فقام أبو يحيى وهو أحد الشيخين اللذين كانا عنده عندما أتاه أول مرة، ووسع لدكين، وأخذه إلى الخليفة وقال له: إن لهذا الرجل عندي شهادة عليك، فقال عمر: أعرف ذلك، وقال لدكين: اقترب مني، فاقترب دكين، فقال له عمر: إن نفسي كانت تواقة إلى أشرف المنازل، وعندما صبتها، أدركت بأنها تواقة إلى الآخرة، ووالله إنه لا يوجد لدي إلا هذه الألف درهم لأعطيها لك، فأعطاها له.

نبذة عن دكين الدارمي:

هو دكين بن سعيد الدارمي التميمي، من مواليد البصرة، ومن شعراء العصر الأموي، من موالين الخليفة عمر بن عبد العزيز.


شارك المقالة: