قصة قصيدة يا غزوة ما غزونا غير خائبة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا غزوة ما غزونا غير خائبة

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا غزوة ما غزونا غير خائبة” فيروى بأنه في يوم من الأيام أتى إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وفد من الأزد، وكان من بينهم رجل يقال له صرد بن عبد الله الأزدي، وأعلنوا له إسلامهم، وبعد أن أعلن صرد إسلامه، أمره رسول الله أن يخرج في جيش ليقاتل من كان مشركًا من قبائل اليمن، فاستجاب صرد لأمر رسول الله، وخرج في جيش حتى وصل إلى اليمن، ونزل في مدينة يقال لها جرش، وقد كانت مدينة جرش محاطة بسور، لا يمكن دخولها، وكل مشركين اليمن في داخلها، ومعهم قبائل خثعم، الذين أتوهم عندما علموا بأن جيش المسلمين متوجه إليهم.

فحاصرهم ما يقرب من الشهر، وعندما وجد صرد بأن الحصار لم يأته بأي نتيجة، قرر أن يوهمهم بأنه قد انسحب، فسحب الجيش حتى وصل إلى جبل قريب، وعندما ظنوا بأنه ولى منهزمًا، خرجوا في أثره يطلبونه، وعندما أدركوه، عطف عليهم، واقتتل الطرفان، وتمكن صرد وجيشه من قتل عدد كبير منهم.

وكان أهل المدينة قد بعثوا برجلين إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، وهو في المدينة المنورة، لكي ينظران ما يحصل عنده، وفي يوم القتال، وبعد العصر وبينما هما جالسان مع الرسول، قال الرسول: بأي بلاد الله شكر؟، فقام واحد من الرجلين، وقال: في أرضنا جبل اسمه كشر، فقال الرسول: إنه ليس بكشر، ولكنه شكر، فقال له الرجلان: ما له يا رسول الله، فقال: إن بدن الله لتنحر عنده الآن، ولكن الرجلان لم يفهما ما يقصده رسول الله، فأتاهما أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان، وقالا لهما: ويحكما، إن رسول الله يخبركما بأن أهلكم يموتون في هذه الساعة، فاذهبا إليه واطلبا منه أن يدعو لقومكما، فقاما إليه، وطلبا منه ذلك، فدعا الرسول لقومهما أن يرفع عنه البلاء.

وعندما عاد الرجلان إلى قومهما، وجدا بأن قومهم قد أصيب في اليوم والساعة التي ذكر رسول الله فيها ما ذكر، فخرج وفد منهم، وتوجهوا إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، وأعلنوا له إسلامهم، وأنشد رجل من الأزد في تلك الغزوة قائلًا:

يا غزوة ما غزونا غير خائبة
فيها البغال وفيها الخيل والحمر

حتى أتينا حميرًا في مصانعها
وجمع خثعم قد ساغت لها النذر

إذا وضعت غليلا كنت أحمله
فما أبالي أدانوا بعد أم كفروا

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة الفخر بقومه، وانتصارهم على خثعم، الذين كانوا يصيبون منهم في العصر الجاهلي.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديدكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: