قصة قصيدة يا قلب لكويك بالنار

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا قلب لكويك بالنار

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا قلب لكويك بالنار” فيروى بأنّه كان هنالك شاعر تونسي يقال له ابن عروس، وكان عمر هذا الشاعر ما يقارب الستون عامًا، وفي يوم من الأيام وبينما هو في أحد أسواق تونس، رأى فتاة تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، وأعجب بها وبجمالها، ووقع غرامها في قلبه، ولمنها لم تعره أي اهتمام، فقام ولحق بها، حتى وصلت إلى بيتها، وعندما عرف أين تعيش توجه عائدًا إلى منزله.

وفي اليوم التالي توجه إلى بيت الفتاة، وطلبها للزواج من أبيها، وكان الشاعر يملك الكثير من المال، ومشهورًا في مدينته، فقرر أبو الفتاة أن يزوجها منه، ووافق عليه، على الرغم من رفض الفتاة له، وكرهها للزواج منه، وبالفعل تم الترتيب للزواج، وتزوج منها في حفل كبير، وفي ليلة الحفل هربت الفتاة مع حبيبها، فحزن الشاعر عليها حزنًا شديدًا، ومشى في شوارع تونس هائمًا على وجهه يقول الشعر فيها، وكان ممّا قاله فيها:

يا قلب لكويك بالنار
وان كنت عاشق ازيدك

يا قلبي حملتني العار
وتريد من لا يريدك

لا تسلك الطرق وحدك
بحر المحبة غوارق

وامشى مع إلّي يودك
واترك هوى إلّي يفارق

وقال فيها:

يا بت كل البنتة
عملوا دموعهم مخادد

صابهم من الحزن حتة
وأنت اللي جواكِ مادد

كما قال في حبيبته:

يا بت جمالك هبشني
والهبشة جات في العباية

رمان صدرك دوشني
وخلى فطوري عشايا

ومن أجمل ما قال في خيانتها له:

ولا حد خالي من الهم
حتى قلوع المراكب

ما تقولشي للندل عم
حتى لو ع السرج راكب

ما يرقد الليل مغبون
ولا يقرب النار دافي

ولا يطعمك شهد مكنون
إلا الصديق الوافي

من يبغضك لن يحبك
ولو طعمتو الحلاوة

السن للسن ضاحك
والقلب كلو عداوة

نبذة عن الشاعر ابن العروس

هو أحمد ابن عروس، وهو شاعر تونسي متصوف ولد في إحدى قرى محافظة قنا في عام ألف وثمانمائة وسبعون ميلادية، عاش في العديد من الدول العربية مثل مصر وليبيا، ذاع صيته في المشرق والمغرب واعتبره النقاد ملك الشعر العامي أو الشعبي الموجه لكل الناس.

وسمّى نفسه ابن العروس لأنّ الفتاة التي كانت ستكون عروسه هي التي ولدته من جديد وأدخلته للدنيا مرة أخرى.


شارك المقالة: