قصة قصيدة يا قمر القصر متى تطلع
أمّا عن مناسبة قصيدة “يا قمر القصر متى تطلع” فيروى بأن رجلًا يقال له محمد بن إبراهيم بعث في يوم من الأيام في طلب رجل يقال له ابن إسحاق، وبعث لهذا أحد غلمانه، فتوجه الغلام إلى منزل ابن إسحاق، ودق عليه الباب، فخرج له ابن إسحاق، فاخبره الغلام بأن مولاه محمد بن إبراهيم بعث في طلبه، فدخل ابن إسحاق وارتدى أفضل ما عنده من ملابس، وخرج متوجهًا إلى مجلس محمد بن إبراهيم.
وعندما دخل إلى مجلسه، أخبره محمد بأنه يريد الخروج إلى مجلس على ضفاف نهر دجله، وبأنه يريده أن يذهب معه إلى هذا المجلس، فقال له ابن إسحاق: حسنًا، ومتى الخروج إن شاء الله، فأخبره محمد بأن عليهما الخروج في اللحظة، وخرج الاثنان من مدينة سامراء، حتى وصلا إلى المجلس، وهو على ضفة النهر، وكان محمد بن إبراهيم قد أمر غلمانه بإحضار الشراب، وعندما أحضروه أخذ الاثنان يشربان، بينما كانت إحدى الجواري تنشد قائلة:
وارحة للعاشقينا
ما إن أرى لهم معينا
كم يشتمون ويضربون
ويهجرون فيصبرونا
فقالت لها جارية أخرى: وماذا يفعلون بعد ذلك؟، فقالت لها من كانت تغني: يفعلون هكذا، وقامت ورمت نفسها في ماء نهر دجلة، وهي تنشد قائلة:
يا قمر القصر متى تطلع
أشقى وغيري بك يستمتع
إن كان ربي قد قضى كل ذا
منك على راسي فما أصنع
وكان مع محمد بن إبراهيم غلام كان قد اشتراه بألف دينار، وحينما رأى هذا الغلام ما فعلت الجارية، قام ورمى نفسه بالماء هو الآخر، وهو ينشد قائلًا:
أنت التي عرّفتني
كيف الهوى لو تعلمين
لا خير بعدك في البقاء
والموت زين العاشقينا
فتعجب القوم مما حصل أمامهم، وأمر محمد بن إبراهيم جماعة من غلمانه، أن ينزلوا إلى الماء وراءهما، فنزلوا إلى الماء وأخذوا يبحثون عنهما، حتى وجدوهما وقيل بأنهم قد وجدوهما وهما متعانقان، فقام الغلمان بإخراجهما من الماء، فأتى محمد بن إبراهيم، وأمرهم بان يقوموا بدفنهما بالقرب من بعضهما.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعرة عندما أنشدت هذه القصيدة الشوق إلى حبيبها.