قصة قصيدة يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة” فيروى بأن بشار بن برد كان في يوم من الأيام في مجلسه، وكانت النساء تدخل عليه فيتلمن معه، ويقلن الشعر ثم يغادرن، وبينما هو يستمع إليهنّ، سمع كلام واحدة منهنّ، كان اسمها عبدة، فأعجب بصوتها من فوره، ونادى على غلام له، وقال له: لقد تعلقت بحب إحدى النساء الجالسات، أريدك أن تنتظر حتى تتكلم، فإن تكلمت، أريدك أن تنظر إليها وتعرف من هي، وعندما ينتهي المجلس اتبعها، وأوقفها، وكلمها وأخبرها أنّي قد أحببتها، وأنشدها هذه الأبيات، وأخبرها بأني قد قلتها فيها، ثم أنشده قائلًا:

يا قَومِ أَذني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ
وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا

قالوا بِمَن لا تَرى تَهذي فَقُلتُ لَهُم
الأُذنُ كَالعَينِ تُؤتي القَلبَ ما كانا

هَل مِن دَواءٍ لِمَشغُوفٍ بِجارِيَةٍ
يَلقَى بِلُقيانِها رَوحاً وَرَيحانا

فانتظر الغلام حتى تكلمت، وأشار له سيده بأنها هي، فعرفها، وعندما انتهى المجلس، لحق بها، وأوقفها، وأخبرها بما أخبره إياه سيده، ثم أنشدها الأبيات التي قالها بها، فوقعت في حبه، وأصبحت تأتيه هي وبعض النسوة من حيها، وفي يوم أتت ومعها خمس نساء، وكان قريب إحداهنّ قد مات، فطلبت منه أن ينشدهن بعضًا من شعره ينُحن به على المُتوفى، فأجلسهنّ وقال لهنّ: والله لن أقول لكنّ حرفًا حتى تأكلن من طعامي وتشربن من شرابي، فقالت لهنّ إحداهنّ: إنه أعمى، فلن يظرنا إن أكلنا وشربنا، ثم أخذنا شيئًا من شعره.

ووصل خبر ذلك إلى الحسن البصري، فعاب عليه ما فعل، فبلغ بشار بان الحسن البصري قد أعاب عليه، فانشد قائلًا:

لَمّــا طَــلَعــنَ مِـن الرَقـيقِ
عَـلَيَّ بِـالبَـرَدانِ خَـمسا

وَكَـــــــأَنَّهـــــــُنَ أَهِــــــلَّةٌ
تَـحـتَ الثيابِ رَفَقنَ شَمسا

بــاكَــرنَ عِــطــرَ لَطــيـمَـةٍ
وَغَـمَـسنَ في الجادِيِّ غَمسا

لَمــا طَــلَعــنَ حَــفَــفـنَهـا
وَأَصَـخـنَ مـا يَهـمِسنَ هَمسا

فَـسَـأَلنَـنـي مَن في البُيوتِ
فَـقُـلتُ ما يَأوينَ إِنسا

لَيــتَ العُـيـونَ الطـارِقـاتِ
طُمِسنَ عَنّا اليَومَ طَمسا

فَـأَصَـبـنَ مِـن طُـرَفِ الحَـديثِ
لَذاذَةً وَخَــرَجــنَ مُـلسـا

لَولا تَـــــعـــــرُّضُهُــــنَّ لِي
يـا قَـسُّ كُـنـتُ كَـأَنـتَ قَسّا

نبذة عن بشار بن برد

هو بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي، وهو أحد الشعراء المخضرمين الذين شهدوا العصر الأموي والعصر العباسي، ولد في البصرة وهو كفيف لا يرى، وتوفي في بغداد.


شارك المقالة: